قِراءَة امْرَأة

لـ محمد الزهراوي، ، في غير مصنف، آخر تحديث

قِراءَة امْرَأة - محمد الزهراوي

قِراءَةُ امْرَأة
 
الوَيْلُ لِحالِي؟..
أنا أمامَ
امْرَأةٍ عَظيمَة.
وَما أقْدَسها
يا إلهي!..
الحَرامُ أمامي
صارَ حَلالاً.
آهٍ لوْ رَآها
الشّيْطانُ أوْ
ذَوُو اللِّحى؟ǃ
وَبَدَأْتُ أقْرَأُ
مِثْلَ فَحْلٍ ..
عُرْيَها الرّحْبَ
كأَضْخَمِ الكُتُبِ.
كنْتُ أقْرأُ تَفاصيلَ
جسَدِها بِنَهَمٍ..
حتّى أُشْفى
مِنَ الشّجَنِ المُرِّ
وَالهَمِّ والاكْتِآبِ.
وَلْنتَخَيّلْ..
مَشْهدَ المَليحَةِ.
باسِقَةً كانتْ
كَإلهَةٍ ومَلْحَمِيّةً..
كَما نقْرأُ في
منْطِق الطّيْرِ
أوْ نسْمَعُ في
الأحاجي والأساطيرِ.
كنْتُ أقْرأُ أقاصِيَها
كَمولَعٍ بِتَفاصيلِ
قَصيدَةٍ أوْ
حِكايَةٍ مااا..
وهِيَ غارِقَةٌ
فِي النّوْم دونَ
قَميصِ النّوْمِ..
كلَوْحَةِ دالِي
الْغارِقَةِ بِكُلّ
أنْواعِ الفَواكِهِ.
كُنْتُ أقْرَأُها
مِن الرّأسِ
حتّى العَقِبِ..
كنْتُ أقْرَأُها
بِصُراخِيَ وَأحْتَرِقُ
مِن الدّاخِلِ.
وَلَمّا أفاقَتْ..
أيْ وَلَمّا لمْ
أعُدْ أُطيقُ النّفْيَ
وَلَهْفَةَ الحِصانِ
الْمُتمَرِّدِ سارَعْتُ
أُعانِقُها بِشَيْءٍ
مِن الرّهْبَةِ
وَالرّيبَةِ والدّهاءِ
لأُِدارِيَ احْتِشامَها
الْفاتِكَ وخَجَليǃ
وانْتَهيْتُ كِتاباً
مجْهولَ المُؤَلِّفِ فِي
كَفِّ الغيْمَةِ لِتَقْرَأَنِي؟
كانَتْ يَدُها تعْرِفُ
مَوْضِعَ الألَمِ وَكانتْ
لَذيذَةً بِنَكْهَةِ
مُرَبّى الْوَرْدِ والعَسَلِ
ونَبْرَتِها الْمائِيّة
كعُشْبَةِ الخُلودِ
وَفُخْشِ حُلْمي.
هاجَرتْ بِيَ بَعيداً
وتَمادَيْتُ مَعَها
كَما في حَريق..
فاسْتشاطَتِ
الرِّياحُ غَضَباً..
وَلَجّتْ بِنا في
ما وَراء الآفاق..
كانَ ذلِكَ
أبْعَد مِنَ الّله
وهِيَ تَقولُ..
تَرَفّقْ بِيَ ياكافِرُ
فأنْتَ الآنَ تنْهَشُ
أحْلامِيَ وَحالي
 
مطارو/كطالونيا
© 2024 - موقع الشعر