الٍرّغيف

لـ محمد الزهراوي، ، في غير مصنف، آخر تحديث

الٍرّغيف - محمد الزهراوي

الرّغيف
 
كأنّا نُضاجِعُ
وَهْماً خلْفَ
جِدار السّرابِ
وتَضِجُّ الأصْواتُ.
نحْنُ في عُنُقِ
الزُّجاجَةِ يازَمنَ
الِانتِظارِ الكَئيب.
مَنْ يسْمعُ
الآن صَوْتي..
مَنْ يُعْطينا مِنْ
وَقْتهِ بِضْعَ دَقائِقَ
أوْ مَن يُصيخُ
لَنا السّمْعَ.
نحْنُ أنْبِياءٌ
وَقِدّيسونَ..
حُفاةٌ وَعُراةٌ.
مِنْ قلْبِ العَتْمَةِ
وبَطْنِ الجوع في
بُيوتِتا نُحاوِرُ
سَدَنةَ هذا
البَلَدِ الأمينِ.
آهٍ ياوَطنَ الشّدّةِ
نحْن وُجوهٌ
وَوُجوهٌ أرْهقَها
جَشَعُ البَحْر.
تصَفّحْنا..
فلْسَفةَ أمونَ
في الاِقْتِصادِ.
سَئِمْنا
الهُروبَ بَعيداً
وسَئِمتْنا لُغَةُ
التّرْويضِ الَيَوْمِيّةُ.
اسْمَعوا..
اُنْشِدْكُم قافِيَتي
بَيَنّا يَظْهَرُ..
مِنَ الظّلامِ
خَيْطُ الفَجْرِ
وَاحْذَروا لَهَبي؟
إنّ لِلْجوعِ صَهيلاً
إذْ لا أحَد
فيكُمْ مَنْ لا
يَحْمِلُ رَغيفي
أيّها الغاصِبونَ
وَأنا مُثْقَلٌ
بِالأحْزان مِثْلَ
قِدّيسٍ وقَدْ بَدا
أكْثَر جَمالاً أو
كَالقَمَرِ يُرْسِلُ
بَريقاً عذْباً وَهُو
مِنّي بَعيدٌ..
بُعْدَ الحُرّيّةِ أوْ
كَما عَلى..
حدِّ السّكّينِ
أو الحرْبَةِ
© 2024 - موقع الشعر