ضاقت الدنيا كأنها إستحالت
و قبلها النفوس قناعها أشاحت
و النفس تدري ما لها شاهد
إلا الإله عينه ما نامت
بها الأسى من أكثر من واحد
و تُخفي الحزن لأجل الثوابت
و تكتم حبا مزق الجوانب
و تبكي دمعا لأمة خابت
تناست مجدا لأنها باعت
قِيَمُ الدين فتاهت و ضاعت
أضحى الصراع بديل التآلف
فالناس كلها للمال مالت
و بات التراحم غريب التعارف
و صار القريب مَن أخلاقه ساءت
و أما الود فمسكين و غائب
بشكل واضح ظاهر و لافت
و أما الدين من بين المظاهر
و قلّتْ قلوب من ربها خافت
و باتت القسوة في أعلى المراتب
و أما الظلم فوزيرها الثابت
و زاد الحقد مع سوء التعامل
و بغير عدلٍ حقوقنا ضاعت
و أما الغش فسيدٌ و جائر
و أما الحقيقة من زمنٍ توارت
و يَعجب الناس من بعدُ لماذا
أن المصائب تتوالى و زادت
و يغفلوا عن أمورٍ بانت
كأنها شمس في الأفق لاحت
و أن العمى هو عمى البصائر
و ليس العمى ما العين فاتت
فمالي و مال دنيا المتاعب
علي بنفسي لا هَمْ التفاوت
راضية بأمر الواحد القاهر
و ترجو العفو اذا ما ماتت
و تدرى أن الجنة منازل
و الدار جزاء ما هي أصابت
إن قدمت خيرا فالحُسن لاقت
و إن كان شرا مصيرها أهانت
فكوني سجينة الخير في ذاتك
و اهجرى شر نفوس شانت
و ادعي ربك لعلها هانت
تذوقي فاكهة قطوفها دانت
و طه يقول هنيئا فكانت
صلاتُكِ على بالنور أنارت
وأنتِ الأن في ضيقٍ و حانت
شفاعتي لكِ يا نفسُ هامت
و ابشري بخير فالرب ناصت
للناطق بالذكر حتى لو ساكت
فمهما تدهورت الدنيا و ساءت
لُطفُ الإله يُوسع ما ضاقت
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.