.من قصيدة - حداء المسافر.أراني أسافر عبر المدى --- وأحدو وأترك بعدي الصدىإلى أين إني نسيت الجهات --- أسير لألمح ضوء الهدىأسير وإن شعوري أسير --- لكل شروق وطير شداأجوب البلاد بسعي حثيث --- وحين انتهيت مسيري بدا.***********.بنى لي خيالي على الشط بيتا -فسيح النواحي كثير النخيلتمر الجداول من حائطيه --- فأغسل وجهي بذا السلسبيلتبادلني الود خود لعوب ---- على زهر مرج وظل ظليلولكن صحوت وإذ ذاك حلم --- تبقى ببالي منه القليل.***************.لماذا أجول لأني طموح --- إذا ماوقفت سأحيا ذليلويصبح وجهي كصخر قديم --- وتهجرني عترتي والخليلكذلك تركد بعض السواقي --- فتأسن بعد وقوف قليلوتجري فتنمو عليها الزهور --- وتسمع للدر فيها صليل.****************.قطعت الطريق الذي قد تلوى- كأفعي تغلغل بين الشعابوبعد قليل بدت لي بيوت --- تخبي الرؤوس بثوب الضبابفأسندت رأسي إلى الصخرحتى رأيت ازرقاق السماكالعبابوراح النسيم يغني لروحي --- فعاد إليها بريق الشباب.***************. .وقفت غريبا بسفح بعيد --- أمتع قلبي بلون الغروبفصارت قوافل حلمي ركابا --- تحب اجتياز بعيد الدروبفكللها التبر لونا عجيبا --- أراه أمامي ببطء يذوبوصارت عرائس فكري وفودا --- تمنع ركبانها أن تؤوب.***************.وأضحت طيورا بجنب الغدير --- تكسر أقفاصها إذ تطيريصاحب أرياشها كل لون --- يطرز بالحسن برد الأميرتطير بعيدا إلى حيث تلقى --- حزام الفضا حولها مستديرفبينا تحلق روحي صحوت --- وأبصرت نفسي فوق الحصير.***************.وقفت بعيدا بسفح الرعاة --- فأطربني الناي وسط القطيعوألحان ماء من الصخر يجري --- فيغسل وجه بساط الربيعفغنيت أجمل لحن بدالي --- فقام وردد بعدي الجميعوودعت تلك الروابي وإني --- أروم الوداع ولا أستطيع.**************وضعت كتابي بريش الحمام --- وأطلقته لهبوب الرياحفودعني ذلك الطير همسا --- ومد الجناح بعيدا وراحوغام الزمان فأغفيت ليلا --- وما أيقظ الجفن همس الصباحوظل فؤادي يبغي جوابا --- فلا الرد بان ولا الطير لاح.**********.ألا ياخيام الصحارى أجيبي --- لماذا خلوت من الراحلين ؟مررت عليك وصوت الرياح --- له بضلوعك أشجى حنينفلاتحسبي أن عزمي حديد --- وأن فؤادي حصن حصينفماأنا إلا كرسم قديم --- يزيد اكتئابا بمر السنين-----------------------ألا كم مشيت بعقلي وروحي --- ولكنني ثابت في المكانوقابلت أوجه حسن ستبقى --- ببالي رغم مرور الزمانوعمرت دارا ودارا بشعري --- وداري حائطها الخافقانوإني كأجدادي السالفين --- أسافر ماسافر النيران--------------------------------------------حداء المسافر زاد السفر --- ومؤنسه في الليالي القمرإذا سار عند الثنايا تغنى --- بشعر الذين أحبوا السمريفر من المدن السابحات --- ببحر العذاب وموج الكدرألالا تلمني لذاك الرحيل --- كذلك عاشت قديما مضر---------------------------------------------------------أنا الراحل الطلق أمضي بعيدا --- ولي كل حر وقر مسيرأسير على الرمل والشوك حينا --- وغيري ينام بأحلى سريرأسير لأني تمنيت يوما --- جناحا به في الأعالي أطيرولكن أماني لاقت صخورا --- فجبت المدى بجناح كسير---------------------------------------------------------أسائل نفسي لماذا أطوف؟ ---- أطوف لأني كرهت الوقوفأطوف لأني أصيد الخيال ---- وأنسجه بردة من حروفقصيدي روض الخزامى بقفر ---- عليه طيور المعاني رفوفولكنني وقف الحظ ضدي ---- وغيري قد ساعدته الظروف---------------------------------------------ألالاتلمني لذاك الرحيل --- فإني أجوب بحور الخليلأرى الشعر مأوى الكئيب المعنى --- أرى الشعر يشفي سقام العليلأرى فيه كل هلال ونجم ---- وأفق زها بشموس الأصيلأرى الشعر ومضا يسر اللبيب ---- وكم قد كفى عن كثير قليل--------------------------------------------------------.ماجد الراوي من قصيدة ( حداء المسافر ) في ديوان ( حداء المسافر )
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.