تقذفني اللجةُ للجّة، والموجة للموجة،والطوفان إلى الطوفانفأصرخ:- أماه..قد أهلكني هذا الطوفانْ............في قاع البحر المتوسطحيث مدائن (بسم الله)أتبادل دردشتي مع أميأسترق السمع، فيرتد صداه:- أماه............من قاع اليابسة الغارق في كل مدى يأتيني الصوت القدسيكرجع صدى- ابناه..(قد أغرقني قبلك هذا اليم، تذكّره دوماً اسم الله)لكني..لا أنفك صراخاً..- أماه..فيجيء جواب: ابناهيرتد صدىثم يعود، فيرتد صداه:- أماه..* * *من سفح الجبل، ومن بطن الواديأصرخ، وأنادي- أماه..إن الذئب افترس الشاه(حين افترس الذئب الحملَتنكّر في جلده حتى يراوغ هذي الشاه)- أماه..أخشى، أخشى ما أخشاهأن يشتبه الذئب مع الحمل، وأن يلتبس الأمر على أمريمن يدري؟فغداً.. قد يأتي الذئب عليناكالطوفان..آه، آهقد نصبح في خبر (كان)- أماه..* * *ناديت سفينة نوح:"فلتنقذ يا نوحاً من كلِّ منازوجاً أو زوجينلا تنسانالا تنسى، من فضلك، إنسانايا نوحاً، يا منقذ حتى السحليّة والعظاية.."............لكن القبطان الربّانلوح لي، عن بعدٍ: لا..لالا لا، لا يا.....فالناجون كفايةمتن الفلك مليء ببني الإنسان!- أماه..* * *من شط البحر تلوحسفينة نوحعباب البحر يواريهاوأرى "نوحاً" ذاك القبطان الربانيركز فوق الدفة نصل الراية.............حين انحسر الطوفانكانت أجسادنا قد فارقتها الروحواراها.. النسيانهكذا، أصبحنا موتىنستجدي قبوراً تأويناأصبحنا نستجدي الأكفان- أماه.. أماه..!
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.