قصيدة رثاء لوالدي ( صميدع )

لـ عمر صميدع مزيد، ، في الرثاء، 142، آخر تحديث

قصيدة رثاء لوالدي ( صميدع ) - عمر صميدع مزيد

قصيدة رثاء لوالدي ( صميدع )
 
كتبتُ القصائد لكلِّ الناس أجمعُ
وعند خير الناس بتُّ أتوجَّعُ
 
علوتُ بالناس في كلِّ قصيدةٍ
واعرضتُ عن أمجد بابٍ وأنفعُ
 
لا خير في ابن الصَّميدع إن لم
يكن ، من ظهر الكريم صميدعُ
 
ولا بورك في لسانٍ إذا ما جعلتهُ
مُبجَّلاً ، لأعزِّ الناس يسطعُ
 
( غفر الله لكَ أبي صميدع )
 
وفيتَ بكلِّ معروفٍ قد صنعتهُ
وبكلِّ الأيادي ، والأسنَّةُ تشفعُ
 
إن صُلتَ ، فالناس من قدركَ تهلعُ
وإن قُلتَ ، فأعناقُنا لكَ تخضعُ
 
رحيمٌ شجاعٌ سخيُّ المكارم
كرمال الأرض لا تُحصىٰ ولا تُجمعُ
 
مُناضلٌ مُحاربٌ مُكافحٌ مُدافعُ
عن كلِّ جهلٍ عِشناهُ وأشنعُ
 
قلبُكَ محفوظٌ ، وبالمودَّة عامرٍ
وإن صابنا ضيمٌ ، قلبُكَ يجزعُ
 
بالبِشر تلقانا بوجهكَ الفرحِ
وبالضَّراء تُواسي كلَّ من يتوجَّعُ
 
تجمعنا أعياد ميلادكَ كلَّ أشهرٍ
لتُشفي من جفانا فؤاداً يتصدعُ
 
أمضيتَ العُمر وحيداً آسياً
من وحشة الأبناء بائساً مولعُ
 
رحلتَ في ليالي الحظر مفرداً
لكنَّها ليالي القدر وفيها نطمعُ
 
قد أضعتُ بالبعاد عنكَ برَّاً قيِّماً
ومن مثلكَ بالبرِّ قد يضيِّعُ
 
كأنِّي في بلاد الحرمين مذنِباً
وما ذنبي إلَّا أن أرَى صميدعُ
 
لم أرفع نعش أبي فوق أكتُفي
أو أصلِّي عليه مودِّعٌ ، متضَّرعُ
 
ولم أواري في القبر جثمانهُ
أو يسمعُ قرع نِعالنا وهي تودِّعُ
 
سأغدو الآن بعد رحيلكَ يائساً
وعينانِ ما رأتكَ ، تُدمي وتدمعُ
 
وستظلُّ وصمة العار تلاحقُني
كما يلحق الرَّدى عصيَّاً يصرعُ
 
سينهش الزَّمان عمري بكلِّ لوعةٍ
ويبقى من نصيبي قلباً مروِّعُ
 
فكم رجوتُ من رجاك مغنماً
وكم راعيتُ في رُباكَ مرتعُ
 
وكم مرَّةً فارقتُ بابكَ والهوى
يشيِّعُ فؤادي بفراقكَ ويودِّعُ
 
وكم أنَّبتُ نفسي لأجلكَ معاتباً
وهل يُعيد العتاب غالياً أو ينفعُ
 
ستبقى مُلازماً في دعاء أرتجي
لقاكَ مع أُمِّي في جنانٍ أوسعُ
 
فما تمنَّيتُ إلَّاكُما بكلِّ قصائدي
ولا يراها قومٌ سواكُما أو يسمعُ
 
ولَّى رمضان والعيد حلَّ مسرعاً
والعمر في لحظة الأجل أسرعُ
 
إن المنايا على أهلها دائرةً
واللَّبيب فينا بالإشارة يقنعُ
 
( غفر الله لكَ أبي صميدعُ )
 
توفى والدي بمكة المكرمة
فجر يوم 23 من رمضان 1441ه
أيام حظر كرونا الكلي
وأنهيت القصيدة في نجران
فجر يوم 28 من رمضان 1441ه
اللهم إنك عفو تحب العفو فأعف عني
وعن أمي وأبي وعن جميع موتانا
وموتى المسلمين ..
أمين يارب العالمين ..
حفظكم الله ورعاكم ..
© 2024 - موقع الشعر