رثاء الأم - أردى بي الشَّقاءُ

لـ عمر صميدع مزيد، ، في الرثاء، 38، آخر تحديث

رثاء الأم - أردى بي الشَّقاءُ - عمر صميدع مزيد

رثاء لوالدتي ..
 
أردىٰ بي الشَّقاءُ وأرهق جلدي
ونُثِر الحزن بين الرُّوح والجسدِ
 
وشاءت شدائِدُ الدَّهر كافةً
تصبُ سِهامها صوب القلب والكبدِ
 
فالحزن مُتلهِّبٌ في قلبٍ مُلتهبِ
والقلبُ مُوقدٌ في جسدٍ مُتَّقدِ
 
ما للحياة إن سنَّتْ مصائِبُها
على الخلائقِ لم تُبقِ منهُم أحدِ
 
ألا يا دهرُ قنِعت أنَّ الناس قانِعةً
بما رضيت لهم من همٍّ ونكدِ
 
رفقاً بهم وبعض الرِّفقِ بِنا
أفرطتَ في قهرِنا ، فاقتصدِ
 
ما كنتُ أعلمُ أنَّ قلبيَ الهشِيم
إن صابه سهمُ الهمِّ عاش في كمدِ
 
وما كنتُ أعلمُ معنى المُصابِ إلَّا
بعد أن سلبَ الدَّهرُ أُمِّي للأبدِ
 
وما كنتُ أمنعُ رُوحي فِداً لها
لأُبعِد يد الموت عنها ويأخذ بيدي
 
أبكي على فقدي بركات الروح
وأحيا بعدها غريب الأهل والولدِ
 
لكنَّ الله إذا أراد شيئاً فيكُن
كمن أراد أن يرى قضمة الأسدِ
 
كنتِ لي يا أُمَّي حصناً منيعاً
أشدُّ بكِ أزري وحرزٌ من حاسدِ
 
وكنتِ العهد بوعدي وموعدي
واليوم أصبحتُ بعدكِ بمُفردي
 
فلا أُمٌّ تدعو لي بعيشٍ أحمدِ
ولا لي بلدٌ أشعر بأنه بلدي
 
أبوفراس✓ عمر الصميدعي
19 ابريل 2019
مراجعة الأستاذة الفاضلة
نزهة ابراهيم عبدالرحمن
© 2024 - موقع الشعر