سَجَنْتُ شِعْرِي - محمد عبد الحفيظ القصّاب

سَجَنْتُ شِعْرِي
------------------

أَصابَنِي هَمٌّها في القَلْبِ قَدْ هَمّا
تلكَ التي غَرَسَتْ في جِسْمِيَ السَّقْما

صَدِيقَةٌ في مُتاهِ القلبِ قابِعَةٌ
حَلَّ المُصابُ بها يا ليتَهُ عُدْما

واحَسْرةً لِفؤادٍ قُدَّ مِنْ أَلَمٍ
أفْراحُهُ عَلْقَمٌ إذْ لمْ يَذُقْ طَعْما

سَها عَنْ ضِيْقِهِ في مَرَّةٍ خَطَأً
أرادَ كامِنُهُ أنْ يَعْرِفَ النُّعْما

حتى إذا أبْصَرَ الدنيا بِزَهْوَتِها
خالَ الهَناءَ بِها في نَفْسِهِ غُمَّا!

فكيفَ يهْنَأُ بَعْدَ الآنِ إذْ وَصَلَتْ
إليهِ أنَّ فؤادًا ثانِيًا يُدْمى

يا منْ أتَى خَبَرٌ مِنْها أَضَرَّ بِنا
وقد رَمى في الحَشا مِنْ لَوْعَةٍ سُمّا

أخالُنِي جُرْحَها في ساعةٍ حَضَرَتْ
بها رِسالَةُ صِدْقٍ إذْ بَكَى ضَيْما

حتى دَمَى قَلَمِي والشِّعْرُ مُنْطَلِقٌ
وثَوْرَةٌ في فؤادِي تَرْفُضُ الظُّلْما

سَجَنْتُ شِعْري سِنِينَ الهَجْرِعن أَجَلٍ
أُدْمَى وقلبِي إلى أنْ أكْتَفِي نَظْما

والآنَ ذا أَجَلٌ للشِّعْرِ مُنْعَطَفًا
عواطِفِي أُحْرِقَتْ والقَلْبُ قَدْ حُمّا

لا تَحْزَنِي مُغْرَمًا قَدْ فاتَ مِنْ زَمَنٍ
زَمانُنا تَعَبٌ يا لَيْتَهُ حُلْما

***********************
طفلُ الحرف(14)

محمد عبد الحفيظ القصاب
(12)

حمص-89
رسالة

© 2024 - موقع الشعر