تلك الحماقة القادمةفي الممرِّ الطويل أَراكِ تتقدمينعاصفةً صغيرةً من أَوراقِ الورد.أَلتجئُ إلى الوجوه المحايدة،من العينين تدخلين الأوردةالذاكرةَ القديمة من القلبتوقظينها من سباتهاوتتوغلين...رياح ترتدى كثبان الرمالرغاب تجرر قاماتها .. وتمضيعبر غلائل الدمع تُكثِرُ التريثَ والألتفاتإلى المدن الضائعهإلى الآفاق التي لا تكفُّ عن الغياب..تمشِّط الحياةُ شعرها الطويلتأخذ زينتها كلَّ صباحتلقي سؤالها العابر على القلبالسؤال الطعنة- كيف تراكَ اليوم..؟وتمضي..الريح تملأُ الأَشرعةهنالك بين الجبال الواقفة والبحر المفتوحالرمال تتشمسَّ على الشواطئ البعيدة...وعرةٌ تلك المسالك الضيقةالقلب المحاصرالأجفان الكليلةوالقمر الوحيد..تعبرين كحلمتبتسمين كشمس بين الأغصان،الكلمات تتكوَّم على المشاجب،القلب يتجوّل بين أَزهار البراكين،عيناكِ واحات قريبةووعود باسلة،رغاب تقف أمام الأضواء الكاسفةكفتيات أمام البحر...هل أُقبَّل هاتين الشفتين الفصيحتينهل أَلمسُ هذا العنق الأَسيلهل أخمد هذا الصوتَ الطالع زنابق من ناربكثير من الصمت والرمادوأَمضي كخيط دخانلأنفجر كنجم بعيد...؟أَضمُّ هذا الجسد الحيَّإلى تلك الروح البائَسةآخذك بين ذراعيَّ وقلبيتنتشرين غيمةً خارجة تَوَّاً من الموجأبعثركِ في فضائي كحفنة من رمالوأَجمعكِ كأصابع اليد..أُحلِّقُ على الشرفات العاليةأَعود للمدن الضائعةأَرشف القهوة على رصيف بعيديرسلني البحر إلى اليابسةأَتوه في غابات الصنوبر والفلِّيِنتحت المجرات أدعوكِ إلى خيمة من الحرير والسَّهرأُعاشركِ كموج البحرأَدخلكِ كالمدن المسحورة وأضيع فيك..مهرجان يسكن القلبنسائم تتطاير في الآفاقعنكِ أُحدِّث الأشجارَ القريبة والسماء العاليةالعصافيرَ والضفاف.....وأَتساءَلُ هل وجدتُ نفسي الضائعة...عن كنوز الأرض أُنقِّبومن أعماق القلب أغنيأفرح وأتلاشى في فرحيوكجيوش تشقُّ طرقاتِ ظفرهاأَدخلُ القدس وبيت لحم والخليلأرفع على بلادي التي ضيعتهالغتي العربية وراياتي،أرسم على الهواء الصقيلوجهكِ وعينيكِوشعرَكِ الذاهبَ في الريح..عذرَّيتكِ متوهجةٌوروحك منتشرة ..ربيع أخضروسماء زرقاء..أجعلكِ قصيدتي التي انتظرتها كلَّ العمراليفاعة والمدن المستعادة..على الأسوار الباقية أكتب اسمكِحروفاً تذوب كعسل في الفممن القيروان آتيكِ بشيء من التمورومن بجاية العديد من قناني النبيذ..أغلق الشرفة وأدعوك إلى التجول اليوميِّمن التاريخ نخرج إلى المستقبلنتلمَّس مسالكه الغامضة.على تيجان أعمدة الخزان البيزنطي في استانبولنلقي قطع النقود المعدنيةوعلى جدران آيا صوفيانتأمل فسيفساء يسوع والقديسين،وفي فضاء البوسفور نفرغ ابريق شاي كبير..نبتكر النكات ونحلم باسمين..زهر البيلسانوالغرف الصامتة...الفقر يحاصر القلوب المتوهجة فتصدأ،على الجدران المهترئةوالدهاليز المعتمةملصقات لا نجد فيها سوى الترهات.أسراب الطيور تسلك طرق هجراتها الطويلة،جيوش غامضة تتربَّص،نجوم خاوية،قلب مقيم في الصمت الاضطرارى،أَتجاهلكِ وتتقدمين..الساعة المحايدةالزمن الرمليجدار في الوجهطريق مسدود..يتجه القلب إلى الحياة أبداًوهي تهدر بأنهارهاسهول تخضرُّثمار تَيْنَع،وهي تتسرَّب مع أشواقنا في الرمال.كهف العزلة الخامدة ينتظرأدخل النار الباردةفي المساء المكسورالتقط الساعة الميتة..دم على برارى الجنونالجنون لا يكفُّ عن الجنونالطرقات تائهة عل الطرقات،بين الروح والجسدنهارات بحجم الليلعلى رقعة الشطرنج الشاسعةينتظر اللاعبون..عروش منتصبة كالهياكل العظيمةقلب يتدلى بين الأغصانالصمت يفسح الطريقطوفان يهدر في الأعماق..من يفتح الشرفة الواسعةلتلك الحمامة القادمة..؟!****
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.