قد نبأنا الله من أخباركم - أحمد علي سليمان

لكل نفاق شاعرٌ وقصيدُ
وهتافة يقوى بهم ، ونشيدُ

وعزفٌ وطبلٌ في الديار وجوقة
وصرعى وبأسٌ طارفٌ وتليد

وجندٌ يُعادون الألى يكرهونهُ
وآلاتُ حرب تجتني وتصيد

ليفرض فرضاً رغم أنف عداته
ومِن كيده العاتي يشيب الوليد

ففيم التباكي من عدو ممَكن؟
فوفّرْ دموعاً أنت عنها بعيد

وفيم التعازي أنت من غير أهلها؟
وهل يستمي بالآه منك الشهيد

أتخدعنا باللفظ يطفو نفاقه؟
ترى هل تسلى بالتعازي فقيد؟

وهل نفس ثُكلى للذي قلت أذعنت؟
وهل قلبها بالعائدات سعيد؟

وهل تشتكي شعراً أسارير طفلها؟
يقول: أبي ، والصوت منه جهيد

وهل تنشد الشعرَ الديارُ التي عفَت
وأمست ركاماً يحتويه الحصيد؟

وهل شعرك الحاني يقيم منارة
وقد دكها القصفُ الرهيبُ الشديد؟

وهل شِعرك الزاهي يعيد حقوقنا
وقد أزهقت والدار فيها المزيد؟

أتبكى على الصيت المزيف ثاوياً؟
وعن سمعةٍ شَوْها أراك تذود

وهل تجهل الدنيا بلايا غروركم؟
وهل غفلتْ عما تدك اليهود؟

وأخباركم رب السماء أذاعَها
تبارك رب العالمين المجيد

© 2024 - موقع الشعر