فاجأتنا بالكرب ستُ النساءِفانطلقنا نزجي دموعَ الرثاءِوتساءلنا عن مليكة عزما دهاها في الكربة الكأداء؟وتراشقنا بلا سِهام جدالاًوانتهى الحالُ بالجوى والبكاءوتحدّثنا عن شؤون الغوانيوالتصابي والزهو والخيلاءوتندّرنا عن أمور الصباياوالتياع العُشاق والغرماءوتسامرنا عن خداع الأمانيوتداعي الأوهام في الابتلاءوتدبّرنا اللهو يَحْطم مُلكاًويُناوي ترنيمة الكبرياءوتأملنا في صنيع الزراياكيف يُطفي نصاعة الآلاء؟وتفكّرنا في أمور البرايابين عِز مُطغ وبين شقاءفي بحار الأموال يسبحُ قومٌثم قومٌ في الضنك والبلواءفي الغنى والترفيه يرتعُ ناسٌولناس مَرثيّة الفقراءفي قصور النعيم تحيا فئامٌوفئامٌ قد جندلتْ في الخباءبالثراء الفيّاض يلهو فريقٌوفريقٌ في وَهدة الحَوجاءوبأقوات الشعب يلعب خلقٌوالجماهير في أتون الغلاءوالحقوقُ مِن غاصبيها استجارتْمَن يرد الحقوق للدهماء؟والخطايا زادت عن الحدّ قطعاًوكأنا في عالم الغوغاءوالبلايا طمّت ، وفاقت مداهاوالرزايا تَطال كل الغثاءوالدياجي عمّت جميعَ البواديهل تطيب الحياة في الظلماء؟ثم زارت (ستَّ النساء) المناياواحتوتْها بريحها الهوجاءسربلتها بالبؤس يكوي ويُشقيويُزيل طعمَ الغِنى والهناءوالجوى في الفؤاد يحرق عزاًثم يَنعي للست ذكرى البهاءوالكروبُ تلقي الضياع رداءًبعد ماذا؟ قد عزَّ لبسُ الرداءوالأسى في الإحساس يَحفر قبراًوسعيرُ الآلام في الأحشاءكيف بنتُ الأمير تسأل قوتاً؟هل تساوت (ست النسا) بالإماء؟ولماذا ضنكٌ يؤز ويخزي؟لمَ ولتْ عنها رياحُ الثراء؟كيف أمسى العِز المنيفُ خيالاًورموزاً مِن ترّهات الفناء؟أين ولى عن أعين الناس قصرٌمُفعمٌ بالأمجاد والبأواء؟عشتِ فيه (ستَ النسا) في سمُوٍواستميتِ كالغادة الحوراءكل شيء رهن الإشارة حتىحُزت طوعاً نفائسَ الأشياءوالوصيفات كالحظايا اختياراًتحت أمر الرئبالة الأمراءوالدمى والألعاب في كل ركنكبناتٍ في القصر أو أبناءوفنون الطاهين من كل أكلما لها إن عُدّتْ من استقراءوالثيابُ من سُندس ، واللآليرصّعَتها بنورها الوضاءوالعطورُ مِن كل صنفٍ وذوقوشذاها يختالُ في الأنحاءوالبخورُ فيه الأريجُ تهادىعاطراً كالسحابة الوطفاءومئاتُ الأضياف في البهو شعبكم حَلا بالأضياف عذبُ لقاءوفئامُ الزوّار تعمُر قصْراًمُشرقاً بالزينات والأضواءوالغطاريفُ مِن جميع النواحيعدّهم يستعصي على الإحصاءوالمغاويرُ في عظيم احتفالوالتحايا رطيبة الأصداءوالصناديدُ في بهيّ اجتماعحفلة طابت بعد أشهى عشاءوالبهاليلُ أقبلوا في جلالمن قبيل الأجداد والآباءوحريمُ القصر المنيف نجومٌناشراتٌ في القصر أصفى الضياءبينهن (ست النساء) خَرودٌتحتفي بالأشعار كالخنساءغادة ماءُ الحسن روَّى صِباهاعندما قد لاذت بالاستسقاءفأطل الحُسن القريرُ عليهاثم ألقى عذوبة العذراءفاستحالت كالبدر بين الصباياهل تبارَى حلاوة الحسناء؟والغنى قد أضفى عليها بهاءًوحَباها بُحبوحة النعماءفاستعزتْ بالمال ، والمالُ يُطغيواستكانتْ للطيش والأهواءعقدت - بين الدُميتين - قِراناًوإذا بالأعراس والضوضاءوإذا بالإنفاق دون احتسابمثل إنفاق الطغمة السفهاءوإذا بالآلاف تزهق جهراًيا ترى هل جاءت من الدأماء؟أوَليست من قوت شعب فقير؟كم يُعاني من عيشة الأشقياءأوَليست أموالَ قوم ضعافٍ؟آهِ مما ألمّ بالضعفاءأوَليست أرزاقَ هذي الرعايامن طوتهم دغاول الأعباء؟أوَليست أملاكَ أهل ودار؟ثم باتت حِكراً على النبلاءأوَليست أجسامَ ناس تلاشتْحيث أودى بالناس سفكُ الدماء؟هكذا الدنيا: أمّة في حضيضولآل السلطان كل الرخاءثم صالت رحى الزمان ، وجالتثم خصّتْ بالفقر ست النساءكي تذوق ما أشربته سواهامن رهيب الأوجاع والبأساءكي ترى ما قد حل بالناس ظلماًمن عتيّ الآلام والضراءتسأل الناسَ ملءَ بطنٍ طعاماًوحدها في شوارع الزوراءإنما سؤلُ الناس قهرٌ وذلٌثم مَن ذا يمُدّ كفّ العطاءويُواسي بالمال ربّة عزويجيب مَن أجهشت بالبكاءويجود بالمال ، يرحم أنثى؟فاز مَن يرثي لحال النساءمَن يجُدْ بالأموال يَسعدْ ويَفرحْوالعطاءُ مِن شِيمة الكرماءودوامُ الأحوال شيءٌ محالٌكم ببطن التاريخ من أنباءولأهل الإسراف يومٌ مُريعٌعندما تمضي فترة الإملاءربِّ سَلمْ من هول أخذ المناياربِّ وارحم أهل الشقا والبلاءقد رفعتُ بالشعر أصفى دُعائيفتقبلني يا مجيب الدعاء
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.