مِنصة الشعر تستهوي المُجيدينا
وتستجيشُ أحاسيسَ المُحِبينا
وتبذر الشعر – في الآفاق - مُؤتلقاً
فينبتُ الشعرُ رَيْحاناً ونسرينا
ويَعبقُ الجو مِن أزهار رَوضته
شذىً يُضمّخ مَن يأتي البساتينا
وتبسِمُ الضادُ ، أن عادت نضارتها
حتى تهنئ فحواها الأساطينا
فبارك الله مَن أرسى قوائمَها
ووفق الشُعَرا ، كي ينصروا الدِينا
مِن كل حُر أبي ثائرٍ حَرب
يؤيّدُ الحقّ ، لا يهوى التداشينا
يُسّخرُ الشِعرَ في الطاعات مُحتسباً
وفي اتباع الهُدى لا يعرفُ اللينا
وكم يَذودُ - عن الأخلاق - تُعجبه
وكم يُبيّنُ عُقبى الخير تبيينا
وكم يُفندُ – للغالين – مِن شُبهٍ
يُقيمُ – عبرَ ثناياها – البراهينا
وكم يؤصّلُ للقيم التي وئدتْ
ووأدُها سَبّبَ التدميرَ والهُونا
وكم يَذبّ – عن الإسلام – كوكبة
من الرعاع الألى فاقوا الشياطينا
وكم يسوقُ تجاريباً وأقيسَة
وخبرة نستقي منها المَوازينا
وكم يؤلفُ – مِن أشعاره – دُرراً
واسألْ عن النور إن شئت الدواوينا
وكم يُسَطرُ ألوانَ البيان فمَن
يقرأ قطوفاً سيستملي المَضامينا
لأنه فطِنٌ ، يدري رسالته
فلا تراه - بدنيا الناس - مفتونا
ولا يُطوّعُ أشعاراً يُنقحُها
يُطري - بها وبفحواها - الفراعينا
وليس يكتبُ للأموال يَعرضُها
مَن يملكون - بدنيانا - الملايينا
ولم يؤلفْ - لأهل الفن - أغنية
تحتاجُ جرساً وأنغاماً وتلحينا
وليس ينشدُ أمداحاً مُرصّعة
يَكِيلها جهِلٌ يُزجي القرابينا
مِنصة الشِعر مأواهُ ومِنبره
ألم نقلْ أنها تهوى المَيامينا؟
إن كان منهم ، فقد مَدتْ إليه يداً
فليأتِ بالشِعر مِفصاحاً ومَوزونا
وليُلق - مِن فوره – شِعراً يليقُ بها
ليُصبح الشِعرُ – بالإحساس - مَقرونا
وكي ينافسَ مَن جاؤوا ومَن حضروا
لأمسياتٍ شدَوْا فيها مُلبينا
وكي يُمَتّع أضيافاً عباقرة
ساقوا المَحبة والإعجابَ عُربونا
هي المِنصة تُهدي الشِعرَ زائرها
حتى يبيت لها – بالفضل - مَمنونا
أدامَها اللهُ إيواناً نتيهُ به
إما هجرنا - على الدَرب – الأواوينا
لا يوجد تعليقات.