قرأت التاريخ

لـ لطفي القسمي، ، في الملاحم، 8، آخر تحديث

قرأت التاريخ - لطفي القسمي

قرأت التاريخ
لأصل إليك
ومن حدائق بابل
بدأت رحلتي إليك
ودونت إسمك بالمسامير
على لوح طيني سومري
وعلى قارب الأمال
ركبت دجلة
ووصلت لميناء صيدا
وركبت البحر
حاملا العطور إليك
حالما بوضع الحناء في يديك
وجددت في عيون عليسة
شوقي إليك
وكتبت على البردي
رسائل حب
تتغزل فيك
نزلت في آثينا
ورسمت في الإلياذة
صورا من حبي لك
و كتبت في الأوديسا
قصائدا تتغنى فيك
سامحني هوميروس
فالحب غير تاريخك
تركت آثينا الجميلة
ونثرت على أسوارها
قصصا عنك
وفي قرطاجة تغنيت بك
ولحنبعل حكيت عنك
قال لي ذكرني باسمها
قلت لم أذكره لك
وأغار من ذكره لك
وأكملت رحلتي إليك
وفي طريقي إليك
غيرت عاصفة زيوس
مصار رحلتي
حتى أنت يا زيوس
تغار من حبي لحبي
في روما استقر قاربي
وفي فم الحقيقة
قلت ما في قلبي
وفي الكالسيوم
وقفت معلنا التحدي
من منكم يا سادة روما
يريد النيل مني
وحرماني من فؤادي
من منكم يجرؤ
على قتال الأسد الأطلسي
وتركت روما
رافعا رأسي
ووصلت إلى الأطلس
حاملا أحلامي
متشبعا بإحساسي
متحملا جمرات أشواقي
كاتما دقات قلبي
وفي تطاوين توقفت
باحثا عن أفروديت
وعزفت لها في كل درب
مقطوعة
معزوفة بمزمار أبولو
لكنها لم تأتي
لعلها في ثمودة
تترحم على الأطلال
وركبت الرخ
وحلقت فوق الأطلال
ولم ألمح شمسها
ولا ظلها بين القبور
ووصلت تحليقي
وبحثي عن نصفي
حتى وصلت طنجيس
وزرت أنطي
ومن يأسي
سألته عن روحي
فكان عنده الخبر اليقين
فقال لي
يا عاشقا ترابي
إبنتي الأمازيغية
أتدري
ولعلك لا أتدري
أن إبنتي
التي سحرت كيانك
وصنعت منك هرقل ثاني
ضاعت منك
ومني
وغرقت في البحر الإثيوبي
اختفت مع أطلانطيس
تركت أنطي
والدمع في عيني
وفي طريق لبحر الظلمات
باحثا عن وهمي
صادفني هيردوث
وواساني في مصابي
وقال لي بصوت صافي
تركت لك حبيبتك
رسالة معي
تقول لك فيها
إنساني
وتذكرني بالحب
عندما تزور الأطلسي
وختمت الرسالة بخاتم أفلاطون
وشددت رحالي إلى الجمهورية
سائلا عن سر الختم
وفي المدينة الفضيلة
صادفت أفلاطون
فقال مرحبا بالعاشق الولهان
حبيبتك حكايتها حكاية
ألهمت مأدبة فلسفة الحب
وكتبت فصولا في الحب
وتفلسفت بالعشق
مستلهما قصة حبها
وتركت الفصل الأخير فارغا
منتظرا قدومك
فقلت ما مغزى ذلك
قال وصية حبيبتك
كانت أن يكون كتابي
بيتا يضم قصة حبكما
ويخلد أسطورة عشق أمازيغية
كتبت بحروف إغريقية
فقال تلك هي الحكاية
فقلت أكتب الفصل الأخير
أكتب النهاية
...................
لطفي القسمي
© 2024 - موقع الشعر