مكية الحب/ شعر: صالح عبده الآنسي - صالح عبده إسماعيل الآنسي

خَديجُ يا حُبَّيَ المَكِيَّ رُدِّيني
لزَمْزَمٍ مِن نَدَى كَفَّيكِ ترويني

ودَثِّري مُهجَتي مِن بَردِ طُولِ نَوَىً
برَمشِ عَينَيكِ والأجفانِ غَطَّيني

ولَمْلِمي كلَّ جُزءٍ مِنِّي بَعثَرُهُ
عن لُقمَةِ العَيشِ بَحثٌ طالَ يُضنيني

وفي فُؤادِكِ؛ إذ ألقى الأمانَ على
طُهرِ الرُّبوعِ بهِ للغَورِ دُسِّيني

في مَنزِلٍ أوَّلٍّ للحُبِّ خَلَّدَهُ
بالرُّوحِ رُوحُكِ مِن ماضٍ يُناديني

شَتَّانَ ما بَينَ نَهرٍ طابَ مَنهَلُهُ
وبَحرِ مِلحٍ أُجاجِ الماءِ يُضميني

ووَردَةٍ عِطرُها الأُوركِيدُ يَعبُقُ بي
وأُخْرَيَاتٍ بِها الأشْوَاكُ تُدمِيني

وبَدرِ تَمٍّ سناها ماحِيًا ظُلَمي
وأنجُمٍ خادِعاتِ اللَّمعِ تُعميني

وسَبقِ مَكيٍّةٍ بالحُبِّ؛ راجِحَةٍ
عن يَثرِبياتِ لم تُثقِل مَوَازيني

وبَينَ كَعبَةِ حُسنٍ لا يطوفُ بها
إلَّايَ، والأخْرِ عَدُّ بالملايينِ

كُلُّ النِّساءِ عناوينٌ مَرَرتُ بها
وأنتِ نَقشٌ بجَوفِ القلبِ فِرعَوني

وحِبرُ كلِّ قَصِيدٍ خُطَّ مِن أزَلٍ
في لُوحِ رُوحي جميلًا كالبَساتِينِ

في كُلِّ بَيتٍ بِها قد كانَ يُلهِمُني
جِيتارُ صوتِكِ في سَمْعِي يُناغِيني

وبسمَةٌ فرحُها للغَيمِ يُرسِلُني
ودمعَةٌ حُزنُها للأرضِ يُرديني

يُلقِي إلَيَّ بِوَحيِ الشِّعرِ بَوحُكِ لي
مِن قَبلِ ألقاكِ فِيهِ مَن تُناجيني

شعر: ‎صالح عبده الآنسي
© 2024 - موقع الشعر