المنتقبة والمختمرة سواء (تستران الوجه) - أحمد علي سليمان

بسِتر وجهيهما الدليلُ مُنعقِدُ
وصَحَّ سِترُهما إذ صَحَّ معتقدُ

فيم المُغالطة الرَّعناءُ مَرجعُها
عُرفٌ على سييء الأهواء يَعتمد؟

يُصَنفُ القومُ تصنيفاتِ مُرتجل
وليس في الارتجال الفجِّ يَقتصد

أين الدليلُ على ما تجهرون به؟
هذا التجني إلى البرهان يفتقد

هذي الفتاوَى التي رَوَّجتُمُ انحرفتْ
عن الاستقامة ، ما في نصِّها رَشَد

فالانتقابُ إذن والاختمارُ سَوا
وللكلام دليلٌ زانه السَّند

وطالعوا سُورة (الأحزاب) دون هوى
حيث الدليلُ بهذا الحكم يَنعقد

وسُورة (النور) تهديكم وتمنحُكم
نورَ اليقين إذا تغلبَ الفند

لا تسمحوا لدَعِيٍّ أن يُضَللكم
باسم التساهل ، فالتمييعُ مُنتقد

لا تجعلوا أحداً يُدلِي بحُجَّته
مهما يكونُ بليغاً ذلك الأحد

كم ضَلَّ قومٌ بطاعاتٍ لمَن جهلوا
وحُجَّة القوم أن الصفوة اجتهدوا

وليس عُذراً لمن يُطِعن عن رَغب
فهل دعا للذي يأتينه الصمد؟

بالبينات إذن طاعاتُ من علموا
يسألن ثم يلي الإبانة المُجُد

لا شيئ في ديننا بدون برهنةٍ
والمخلصون عن التعالم ابتعدوا

إن التبرج كشفُ الوجه أعلِنُها
فلستُ مِن مَعشر في دينهم زهدوا

إن الخمارَ بريءٌ مِن سُفور نسا
ألبابُهن عليها الحقُّ لا يَرد

فإن سَترن وجوهاً جئن مَكرُمة
بها يَزولُ الخنا والفِسقُ والوَدَب

تالله ما استويا في الدرب: سافرة
تُغري ، وساترة وجهاً له وَقد

ذاتُ الحجاب لها سَمْتٌ يُمَيِّزها
بين النساء ، وفي كيد العِدا جَلد

أما التي أصبح السُّفورُ طابعَها
فلا يُوَقرُها إلا الألى فسدوا

ذاتُ السفور وذاتُ الستر بينهما
فرقٌ كبيرٌ حكاه الماءُ والزبَد

مناسبة القصيدة

(المنتقبة والمختمرة والمحجبة كلهن سواء. فكلهن يسترن وجوههن مع سائر أجسامهن. وسوف أورد شروط الحجاب بشروطه السبعة ، وأورد كذلك النقاب بشروطه السبعة الموجودة في القرآن والسنة. أي حجاب؟ وأي نقاب؟ إنهما اللذان يرضاهما الله تعالى ويأجر عليهما. وهذا الحجاب وذلك النقاب لا علاقة لهما بكوتاريللي من قريب أو من بعيد. أما الحجاب والنقاب بشروط بيوتات الأزياء ومنهج كوتاريللي فيرضاه كوتاريللي ويأجر عليه كوتاريللي. وهذا الحجاب وذلك النقاب لا علاقة لهما بالله تعالى ولا بكتابه ولا بسنة نبيه ولا بأنبيائه ورسله. ومن هنا فليكن معلوماً أن المنتقبة والمختمرة والمحجبة سواء. إن كثيراً من الناس في زماننا يرون أن المنتقبة فقط هي التي تستر وجهها. ويرون أن المختمرة تكشفه ويرون كذلك فيما يرون بأن المرأة المحجبة هي التي تستر شعرها. وليست تشهد لهم بذلك أبداً اللغة العربية فضلاً عن نصوص الكتاب والسنة. بالاستجابةِ ومن هنا كان هذا النص ، لإزالة هذه الشبهة الشائنة الفجة.)
© 2024 - موقع الشعر