(ما من عام يمر إلا وتدور رحى المعارك والأقلام حول إخراج صدقة الفطر. ويدور الجدل الذي يخوض فيه كل من هب ودب. وتشتعل الحروب في كل واد ، ويُشارك في أطراف صراعها وسُعارها العالِم والجاهِل. وكأن أمة مسلمة تقوم على أمر دينها ، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، وتجاهد في سبيل الله ، وتنشر دينها على العالمين فاتحة البلاد وقلوب العباد لذلك الدين ، ثم هي تكتشف فجأة أنها لا تدري هل يُخرج أفرادها صدقة الفطر طعاماً أسوة بالنبي – صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين لهم وتابعيهم ، أم يُخرجونها فلوساً أسوة بالمنهزمين الذين يُخالفون كتاب الله تعالى وسنة نبيه – صلى الله عليه وسلم ، ويُحَكمون العقل في النقل؟ وكل فريق من هذه الفرقاء المتنازعة المتصارعة يتبارى بأدلته النقلية والعقلية. ومذ كنتُ فتىً يافعاً في الصف الأول الثانوي ، وأنا أفكر في نص شعري عن صدقة الفطر يذهب إلى وجوب إخراجها طعاماً من غالب قوت البلد لموافقة السنة المطهرة وعمل النبي – صلى الله عليه وسلم – وعمل صحابته الكرام وعمل التابعين وتابعيهم بإحسان. ولكن لم تكن المَلَكة الشعرية حينذاك قادرة على صياغة مثل هذا النص. ولمَّا ألان الله تعالى لي فن

© 2025 - موقع الشعر