(إن ديوان «عزيز النفس» لعزيز جدًّا على نفسي. وكنت قد آثرت كتابته على كل البحور العربية الأصيلة. تلك التي يطلقون عليها في يقين جازم لقب «الخليلية» ، ونحن نقبل هذا منهم باعتبار أن الخليل بن أحمد الفراهيدي قد اكتشفها ، وليس هو الذي ركبها وصاغها من عنديات نفسه. إن الأوزان وُجدتْ قبل أن يوجد الخليل ، فهي في أشعار العرب بلا أدنى شك ، وإنما كان دور الخليل اكتشافها. وأيضًا بعبارة أدق وأكثر إصابة استنباطها واستلالها من قصائد العرب الأوائل والذين زامنوا عصر الخليل. صغت قصائد ديوان «عزيز النفس» على كل بحور الشعر العربي الأصيل: أصيلها ومولدها ، وحتى ما يقال له شعر التفعيلة ، وما هو عندي ولا عند المنصفين من ذوي الأذواق السليمة النقية من متذوقي الشعر ، ما هو عندي ولا عندهم بالشعر ، إلا أنني اعتبرتها بلا عودة المرة الأولى في حياتي ، الأولى والأخيرة التي أكتب فيها اللاشعر وأدعي للغة وللناس وللتاريخ أنه شعر ، وأعني بذلك خاطرة «قراءة في أوراق الماضي» ، ولا أسميها قصيدة كما وقع مني سهوًا في مناسبات سبقت ، على أنها بإعجاب كثيرين لكن لا. وإنَّهَا العِزَّةُ في غَير كِبر ، وإنَّهُ استعلاءُ العزة وكذا الإيمان معًا. وإنَّها النظرةُ مِنْ عَلٍّ إلى حَضيض الجاهليةِ التي نعيش. وإنَّ قومًا لمْ يُنافسُونا في آخرتنا الطاهرة التي أُعِدَّتِ الجناتُ فيها للمتقين ـ نسأل الله من فضله ـ فليسَ مِنْ العقل أو الحكمة أنْ نُنافسَهم في دنياهُم التي هي متاعُ الغُرور. وإن الآخرة أولى منها بالاجتهاد! ألا وإن زهدهم في الآخرة يجب أن يوجد عندنا أضعافه في الدنيا! )
احدث مقالات الكاتب
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.