موت الميكانيكي - ادريس علوش

( إلى ذاك الذي غاب ونرك طفله
 
الصغير يعاند الأسئلة .. )
 
(1)
 
كان يستكين إلى صمته
 
الوثنيّ
 
حين ينهار المكان
 
ويحتسي من نبيذ الخريف
 
مسافات لأحزانه الأولى
 
علّه ينسى
 
( أن للزمان اعتبارا آخر..
 
وأن للعالم وجها آخر .. )
 
غير الذي تنفرد به الروح
 
ساعة أحلامها .. !
 
(2)
 
ثمّ /
 
أنه ترك غرفته
 
كما لو أنها عشقَتْ لغة
 
الرماد :
 
( - مفاتيحٌ هنا / هناك ..
 
- بعض قطع الغيار
 
- زجاجات فارغة
 
- وعنكبوت نسج في ركن
 
خيوطه كهَنْدَسة
 
قصيدة
 
بسعة
 
الشاهدة ... )
 
وظل طفله /
 
ذاك الوجه النوراني
 
يعبث بخصلات شعره
 
الطوال ..
 
ويحكي لأطفال الحي
 
أن أباه قد مات
 
خلسة /
 
واختفى في هوس
 
الغياب ..
© 2024 - موقع الشعر