في ليلةٍ إثر القبيلةِ والبتولبين المنازلِ والطلولعانقتُ من زرقاءِ ميٍّ فرقدينوسمعتُ حولي غانياتِ الجنِّ ينشدْنَ الرُّباعيّاتِ لا يا سوأتاهوتليتُ ألفاً بعدَ ألفِ تلاوةٍوإذا بماردَ قد علوتُ بنارِهِمن ساوةٍ أغضي إليهِ على بحيرةِ جاوةٍقالَ: أأنتَ مَنْ جمعتَ ثلاثةًعلماً وتأويلاً ورؤياً تسبحُ الأفقُ لهاكانتْ من العصرِ القديمِ وراثةًفعليكَ من ختمِ بني هنّامٍ الحقُّ المبينُ فعشْ بهِ لا تكتربْفأمرتُ قلبي لا تطعْهُ وإن أتى لكَ ناصحاً يومين فاْسجدْ واقتربْوبوافرِ الشعرِ خرجتُ بأربعٍ وأقول:فإنْ قلتَ أنا حقٌ مبينٌ................فإنكَ لم تكنْ حقاً مبيناأراكَ مارجاً من نارِ دهرٍ................فتطلبُ باطلاً ماءً مهينافإنْ مدّيتَ منّا شاعراً لا................محالةَ أن يموتَ الشعرُ فينافلا تبكِ لنا من داءِ دنيا................وإن مُتنا فلا تبكِ عليناقالَ: ألا تحكي عن الماضي الكئيبِ برحلةِ الطفلِ الغريبِ وما بها؟قلتُ: لهُ ذاكَ الذي أضحى حديثَ القريتينوتحدَّثتْ عنهُ حرائرُ كربلاءَ الباكياتُ على الحسينولدَ بأرضِ الجنِّ من تحتِ الدُخانأسمَتْهُ أمُّهُ أغربَ الأسماءِ كيْ لا يُحسدَحتى أتاها قارئُ الفنجانِ من أرضِ العراقِ يقولُ لها:هذا قتيلُ السبتِ من سودِ الحضارمِ في مضاربِ حضرموتيُدعى لهُ عامينِ سرُّ الكهنوتحتى يموتقالَ: ومن أنتَ لهُ؟قلتُ: أنا ذاكَ الذي فيهُ الحديثُ الدنيويُّ يطولخطّيتُ ما خطَّ بهِ إدريسُ حينَ دلالةٍوخدشتُ ما خدشَ أنوشلو كنتُ أجهلُ ما بغيبِ الباقياتِ وبالخدوشوعلى البسيطِ بهذهِ قد سغتُ يوماً عنوةًثائيّةً فيها أقول:إني نجثتُ غموضَ الخالياتِ لها..............ما أوضحَ الخالياتِ عندَ من نجثا!وخلالها في كلِّ أرضٍ زرتُهاتتحدّثُ الأعرابُ عما قد أتىوأقولُ: يا أعرابُ مما قد أتىمن يحجبُ شمسَ الصباحِ بأصبعٍيأتي ليحجبَ في الزمانِ قصيدتيوأكونُ شاكرَ ظلمةَ الجهلِ التي كانتْ منارَ الجاهلينفيما يقولُ العالِمونَ جميعهم بالعالَمينواللهِ لو كُشفتْ رموزُ قصيدتيتهدي إلى اليونانِ والرومانِ ألفَ قصيدةٍتلكَ أتتني من بني دهمانَ أو غيلانَ أو قيعانَ أو من غيرهمعن سائرِ الركبانِ للإنسانِ أو للجانِ يكملُ رسمُهاعن حرّةٍ سادتْ حرائرَ محلسٍولبيتِها قلتُ على البحرِ الطويلِ من الطوالِ قصيدةً داليّةًوأقول منها ما يلي:بقاياً من البيتِ الكبيرِ وأهلِهِ...........فقد كانَ للبيْنَيْنِ موتاً ومولداوورداً إلهيّاً لقطفةِ عاشقٍ...........وكانَ لهُ يومَ التعبّدِ معبدابهِ تصدحُ الأضلاعُ منهُ تلاوةً...........إذا عانقَ الرجلُ .. القوامَ المُسَرهدالسلمى نعم سلمى القصائدِ والهوى...........لها كانَ شعري عن أبي مُتفرّداولإجلها طفتُ الفدافدَ سبعَ ليالحينَ ابن ماردَ ساقَ رخّاً أحمرَبمفازةٍ قدْ خلْتُها يوماً (سمائلَ) في الورىأو (كهفَ سلمى) مجلسَ الجنِّ العتيقأو ذلكَ الوادي المُخَبَّرَ (عبقرَ)عن رحلةِ الأعشى وسرِّ هريرةَ في الكهفِ والرجلِ الكبيرفكأنهُ لي لافظٌ أو مسحلٌ أو هاذرٌوكأنهُ من طائرِ العنقاءِ والغولِ ومن جودٍ إليَّ موارقٌصافحتُ منهُ في الكريمةِ هيدباًوركبتُ منهُ ديدباًوبدأتُ أولجُ بالنشاصِ أنامليقالَ: عليكَ اللهُ حسبكَ في الخلائقِ مبهماًأوضحْ فقد حان القريضمن ذا الذي منهُ قضى يوماً غضيضقد قلتُ عنهُ سابقاًمن عينِ حوراءَ تراهُ وميضفسمعتُ صوتاً هاتفاً بالرجز مرتجزاً ومرتجلاً لهُأقول:من عينِ حَوْراءَ أتى وميضُ..............منها لنا بحرُ البَها يفيضُقالت: وإنّي بالهوى مريضُ..............فهل لنا من شاعرٍ قريضُ؟فقلتُ: لا .. أقالهُ جريضُ..............فلو قضى منكِ نعم(غضيضُ)حينَ مضى في أربعين جناحتعدو عليها السابحاتُ من الجماحوالغولُ في أعقابهِحمراءَ كانتْ كالشهاببيضاءَ كانتْ كالسحابسوداءَ كانتْ كالغرابتلتفُّ في جلبابهِقال سويعةَ ما مضى:يا هيهِ من وادي الغضامَن أنتَ قلْ يا شاردَ الجبلينِ مَنْ؟قلتُ: الذي عن أربعينَ عقيلةً مُعَانقُ أربعاًبينَ الدخولِ وحوملٍبعدَ امرئ القيسِ بنِ حجرٍ ذلكَ الملك الضليلوعقيلةٍ شهدَ الوطيسَ لها عقيلحيناً لها فوقَ النعامةِ بادياًوصدحتُ في الحيِّ بأبياتٍ على (المُتقاربِ)كانتْ جناساً والجناسُ مُحَسّنٌفأقول:وعن ذاتِ بينٍ طلبتُ جواباً............حتى وإنْ قيلَ تحتَ (ظليمِ)ولو كانَ لي خيلُ جنٍّ لزرتُ............(نعامةَ) يوماً بُعيْدَ (ظليمِ)أرى السحبَ طوراً سروجاً فيرجو............(فضالةُ) طورينِ سرجَ (ظليمِ)ولكن جهلتُ لسلمى مكاناً............فكانتْ (فزارةُ) سرَّ (ظليمِ)ثمَّ سمعتُ العزفَ عزفَ مواردٍمن جنِّ عبقرَ يصدحونَ عشيّةً تلكَ الهساهسَ والزعيفقلتُ: فما في العزفِ غير تخرصٍقالَ: أمَا كنتَ الغريبَ بأرضِنايومينِ تعتنقُ البسيطةَ والسقيفكمْ عنكَ أخبارُ الثلاثِ البائداتِ على الوَرَىيا صاحبَ الحبِّ العفيفقلتُ: فما الأخبارُ حَسْبكَ مؤمناقالَ: لكَ منا قرينٌ بالقريضِ وتحتويهِ ويحتويكقلتُ: فما في الجنِّ جنيٌّ يعانقُ صفحةَ الطوفانِ ختمُ قريضِهِقالَ: أنا إن كنتَ تعلمُ من أناأعطيكَ من رؤيا القريضِ تكهُّناألفاً وألفاً والحروفُ شواهدٌباللهِ قلْ هلّا لكَ غيري أنا؟حاكتْ لكَ سمراءُ عبقرَ طيلسانليلاً وسارتْ فيكَ أخرى غيرها بالهيدبانوورائكم عشرونَ عائلةً تجاوبُ بالدياجرِ شاعراًإنْ كنتَ تذكرُ ما كتبتُهُ سابقاًفعلى السريعِ أرى المُحَسِّنَ والبديعوأقول:أنا الذي سيّرتُ في وحشةٍ............من عبقرٍ يوم النوى عائلهحديتُ من وجدٍ ومن لوعةٍ............ردّي عليَّ القولَ يا قائلهحتى سمعتَ من إسافَ نعم............صوتاً ولم تصغِ لهُ نائلههذا هو أنتَ الذي أصبحتَ لغزَ العالمينفالشعرُ من أقلامِنا فوق الطليعةِ والرؤىقلتُ: معاذ الله لستُ أنا عن الحقِّ كفيفلستُ أنا ذاكَ الضعيفحتى وإنْ كنتُ أراني مثلكمبملاحمي وخواطريوكلِّ حرفٍ فاقَ آفاقَ الكلمبين الصحيفةِ والقلمرجوى حميراءَ بها محو السفاسفِ والردىرجوىَ خضيراءَ بها رسمُ الشقائقِ والندىواخترتُ فيها من بحور الكاملِ بحراً وكانَ مرفّلاًوأقول:يا ربّةَ الحُسْنِ فديتكِ ما.........دامَ الهوى يا ربّةَ الحُسْنِما غبتِ طيفاً ساعةً ومَقا.........مُ الطيفِ بين الجفْنِ والجفْنِتأتي غداةً من نعيمٍ في ملائكةِ النعيممنها تهشّمَ قرنُ شيطانِ الجحيمصوّرتُها حلماً تجسَّدَ نيدلاًومسحتُها علماً تحدَّثَ عندلاًبين المقابرِ والمنابرِ ليلةً رسمُ العقيلةِ قد عفىتُبنى على رسمٍ لتلكِ جوامعُأم تُهدمُ عندَ المسيحِ صوامعُلا أعلمُ لا أعلمُفالغيبُ مجهولٌ إلى أجلٍ ولستُ موارياًواللهِ إني لم أجدْ حلاً لها عندَ الظفارييِّنَ يوم أقولهاوالناسُ تبحثُ في المعاجمِ عن حقيقةِ عابرٍ ومقيموذهبتُ مرتجزاً بلا ركبٍ على الرجز القديموأقول:تلكَ التي كالجوهرهْ............ماتتْ بسبتٍ مُهْجَرهْوهنانةٌ بهنانةٌ............ممكورةٌ موَّقرهْيا ليتَ قلبي عندما............همْ شيَّعوها مقبرهْماتت نعم سلمى فهل لي بعدَ سلمى مثلُ سلمى غيرُ سلمى لو أرى ما في الحرائرِ مثلهاولِدَتْ بنا مرجوءةًلكنِّها قُتِلَتْ بنا موبوءةًحدّثتُ عنها بالهوى عفراءَ حميرَ وابنَ عجلةَ عنوةًوطريفةَ الخيرِ وشقّاً بعدهاوسجاحَ والزبراءَ بعدها بنتَ مرٍّ فاطمةقالوا: نرى عنكَ الحياةَ بركبِها مع كلِّ ذي حيٍّ تفوتعجباً وربّكَ أنَّ مثلَكَ لمْ يمتْلكنْ غداً سوفَ تموت
مناسبة القصيدة
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.