أحْلامُ العاشِقِ الوَثَنِيّ

لـ محمد الزهراوي، ، في غير مصنف، آخر تحديث

أحْلامُ العاشِقِ الوَثَنِيّ - محمد الزهراوي

أحْلامُ
العاشِقِ الوَثَنِيّ
 
أنا هذاالعاشقُ..
الوَثَنِيُّ الخَجولُ.
وَإلى أنْ أعْثُرَ
عَلى وَطَنٍ آمِن..
قَرِّبيني يا أمُّ
مِنْ نهْدِكِ التّبَوِيّ.
الحَياةُ هُنا قِفارٌ
مجْدِبَةٌ وَجَميعُها
عَطَشٌ وَجوع..
فَلا أمَلَ وَلا أمان.
النّوافِذُ لا تُطِلُّ عَلى
غيْر الدّمْعِ وَالدّم .
الأبْوابُ الكَئيبَةُ
كُلُّها مَفْتوحَةٌ
عَلى الأطْلالِ..
عَلى اللّيْلِ وَالكِلابِ
وأعْقابِ السّجائِرِ
وَالخَوْفِ وَالحُروبِ
كَما في كهْفِ
غولٍ أوْ كمَا في
كُلِّ وَطَنٍ يُقْتَل.
يارافِعَ السّماءِ
بِغَيْر عِمادٍ..ها
أنّني هُنا في
وَطَني مُغْتَرِب.
أعِنّي أعْبُر
جِسْراً بَحْثاً عنْ
مَغارَةٍ أوْمَدينًة..
الحُبُّ فيها هُوَ
الدّينُ الأعْظَم !
وَإنْ وَراءَ البَحْرِ
وَالماضي وَالحاضِرِ
وَغاباتِ الحُزْنِ..
تُطِلُّ عَلى الزّهورِ
وَرِياضِ الأطْفالِ .
عَلى الطّيورِ..
تبْني أعْشاشاً
وَبَساتينِ الزّيْتونِ.
الحُبّ فيها هوَ
الفرَحُ يَشِعُّ في
الأعْيُنِ..أنا أكْتبُ
شِعْراً بهِ أحْلام ُ
الكُلِّ.. وَأرى
البَواخِرَ تَمْخُرُ
لاهِثةً عُبابَ قَصيدي
مُحَمّلَةً بِأقْلامِ
الحِبْرِ وَالكُتُبِ
وَالمُخْترَعاتِ كَما
لَنْ يَأْخُذَ التّعَبُ
مِنّي ..فَأرى لا
يهُزُّني شَيْء..
الأعْراسَ البيضَ
وَوِلاداتِ الكَوْن..
الأعْيادَ وَبسَماتِ
الغَدِ..النّوارِسَ تزْقو
بِقُرْبي..امْرَأتي
تُغَنّي مُبْتَهِجَة..
مُفْعَمَةً بِالرِّضى
وَالأمَلِ البِكْر..
تعْلَمُ أنّ كُلَّ
نِساءِ العالَمِ
عَشيقاتي ..
وَلكِنّها تُدْرِكُ
بِالفِطْرَةِ ..أنْ
لا أحدَ غيْرُها
يَحْظى بِحُبّي !
كَما تعْلَمُ أنّني..
لَها العاشِقُ
الحَقُّ الّذي إليْهِ
النِّساءُ تَتوقُ..
وَلَها التّشْريفُ
الأوّلُ دائِماً حتّى
أرى اللهَ فيّ..
وهِيَ في
وجْدانِيَ وَكَبِدي
© 2024 - موقع الشعر