بَدْرُ الوَرَى

لـ أشرف السيد الصباغ، ، في المدح والافتخار، 332، آخر تحديث

بَدْرُ الوَرَى - أشرف السيد الصباغ

قَبُحَ اللسَانُ فَصَاحَتِ الأحْجَارُ
* * قَلْبِي تَصَدَّعَ فِي الأنَامِ يَحَارُ

مَا بَالُ بَغْيٍ قَدْ تَجَاوَزَ حَدَّهُ ؟
* * يَا وَيْحَهُ نَشَبَتْ لَهُ أَظْفَارُ!

قَزْمٌ يُنَاطِحُ فِي السَّمَا بَدْرَ الْوَرَى
* * أَوَ يَسْتَوِي الأقْزَامُ وَالأقْمَارُ؟

وَمُدَلِّسٌ رَاجٍ يُحَاكِمُ قَامَةً
* * دَفَّاقَةً بِالْعَدْلِ لا إِنْكَارُ

وَإِذَا سَمِعْتَ اللفْظَ مِنْهُ حَسِبْتَهُ
* * ذَا حِكْمَةٍ وَالْكِبْرُ فِيهِ شِعَارُ

وَأَسَاءَ فِي حَقِّ الفَضَائِلِ مُجْرِمٌ
* * هَذِي الإسَاءَةُ سُعْرُهَا الأشْرَارُ

كَمْ مِنْ قُلُوبٍ أَفْسَدَتْ بِلِسَانِهَا
* * فَالْخَيْرُ يَخْفَى وَالشُّرُورُ تُدَارُ

وَالصَّمْتُ خِزْيٌ وَالتَّهَوُّرُ ذِلَّةٌ
* * وَالفُحْشُ أَقْبَحُ مَا إِلَيْهِ يُشَارُ

فَطَفِقْتُ أَرْمُقُ قَوْمَنَا مُتَسَائِلًا
* * أنَّى يَطِيبُ لِعَيْشِنَا اسْتِقْرَارُ؟

فَنَبِيُّنَا عَبَقٌ يُعَطِّرُ مَجْدَنَا
* * مَلأَ الدُّنَا بِالعَدْلِ فَهْوَ مَنَارُ

أَقْوَالُهُ دُرَرٌ تُشَنِّفُ سَمْعَنَا
* * بِمَجَامِعِ الأحْكَامِ ذَا إِكْبَارُ

أفْعَالُهُ قَبَسٌ يُضِيءُ سَبِيلَنَا
* * كَالكَونِ تَجْلُو دَمْسَهُ الأنْوَارُ

ذَرَفَتْ قُلُوبُ الصَّحْبِ يَوْمَ وَدَاعِهِ
* * وَقُلُوبُهُمْ مِنْ حُزْنِهَا تَنْهَارُ

صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ يَا بَدْرَ الوَرَى
* * فَالرَّوْضُ رَوْضٌ وَالقِفَارُ قِفَارُ

شعر / أشرف السيد الصباغ

مناسبة القصيدة

نَبِيُّنَا نُورٌ يَفِيضُ مِنْ نُورِهِ الضِّيَاءُ، وَبِهِ تَزْدَانُ حُلَلُ البَهَاءِ، وَتُعَطَّرُ رَيَاحِينُ الوَفَاءِ، اجْتَمَعَتْ فِيهِ مَحَاسِنُ المَنَاقِبِ، وَأَرْشَدَنَا إَلَى مَجَامِعِ العَوَاقِبِ، وَحَذَّرَنَا مِنَ الزَّلَلِ، وَأَخَذَ بِنَوَاصِي قُلُوبِنَا صَالِحِ العَمَلِ، فَقَدْرُهُ مَا أَجَلَّهُ مِنْ قَدْرٍ! وَفَضْلُهُ مَا أَعْظَمَهُ مِنْ فَضْلٍ! فَهَلْ يَلِيقُ بِقَزْمٍ فِي هُوَّةٍ سَحِيقَةٍ أَنْ يُنَاطِحَ بَدْرًا فِي السَّمَاءِ ؟ فَشَتَّانَ شَتَّانَ بَيْنَ الثَّرَى وَالثُّرَيَّا . ( بحر الكامل )
© 2024 - موقع الشعر