فِلَسْطِينُ صَبْرًا فَإِنَّ الْجِرَاحْ
سَتَغْدُو لَهِيبًا إِذَا الظُّلْمُ لَاحْ
فِلَسْطِينُ أَنْتِ الْفُؤَادُ الْحَنُونُ
يَضُخُّ الدِّمَا فِي جِمِيعِ الْبِطَاحْ
وَأَنْتِ الْفُؤَادُ وَنَحْنُ الْجَسَدْ
إِذَا هَبَّ مِنْ كُلِّ نَبْضٍ رِيَاحْ
وَفِي كُلِّ يَوْمٍ تَهِيمُ الْهُمُومُ
فَهَبَّتْ رِيَاحٌ نُورُهَا سُفُنُ النَّجَا
بَقَايَا الْحَنَايَا تُوَارِي الْخَجَلْ
فَمَسْرى نَبِينَا غَدَا المُسْتَبَاحْ
وَدَمْعُ الثَّكَالَى يُخِيفُ الْمَطَرْ
وَتَبْكِي الْيَتَامَى عُيُونُ الرِّمَاحْ
يَشِيبُ الْوَلِيدُ لِهَوْلِ الدَّمَارِ
وَيَبْنِي الْأَسَى حِصْنَهُ مِنْ نُوَاحْ
أَرَى الْمَوْتَ يَطْوِي زُهُورَ الْحَيَاةِ
وَمَنْ لِي بِسَيْفٍ بَأَيْدِي صَلَاحْ
دِمَاهُمْ كَمِسْكٍ يُرَوِّي الْفِدَاءَ
شَذَاهَا نَسِيمٌ تَجَلَّى وَفَاحْ
أَيَا "غَزَّةَ" الصَّبْرِ لَا تَنْحَنِي
فَإِنْ دُكَّتِ الْأَرْضُ صَاحَ السِّلَاحْ
فَقَالَتْ لَنَا "غَزَّةٌ" عِزَّةً
سَيَعْلُو زَئِيرِي عَلى ذَا النُّبَاحْ
وَقَلْبِي تَوَشَّحَ ثَوْبَ الرِّضَا
هَنِيئًا لِقَلْبِيَ ذَاكَ الْوِشَاحْ
فَلَا يَخْدَعَنْكَ حَمَامُ السَّلَامِ
وَفِي كُلِّ شِبْرٍ يُقَصُّ الْجَنَاحْ
وَنُورُ الْهُدَى رَاحَ يَرْوِي الْأَمَلْ
يُضِيءُ الَأَسَى مِنْ بَرِيقِ الصَّبَاحْ
فَرَاقَبْتُ يَوْمًا يُزِيلُ الشُّجُونَ
وَقَلْبِي اطْمَأَنَّ بِمَا فِي "الصِّحَاحْ"
إِذَا مَا قَضَى رَبُّنَا نُصْرَةً
تَوَارَى الْيَهُودُ بِعَارِ السِّفَاحْ
فَجَاءَ النِّدَا مْنْ فُؤَادِ الْحَجَرْ
وَرَائِي يَهُودٌ أَبَاحُوا الْجِرَاحْ
لَكِ اللهُ حِينَ اسْتَبَدَّ الْوَهَنْ
وَبَاتَ السَّكَارَى بِحِضْنِ الْمِزَاحْ
وَدُسَّتْ رُؤُوسٌ بِقَعْرِ الْحُفَرْ
دَعَوْنَا وَذَاكَ السِّلَاحُ الْمُتَاحْ
وَإِنْ نَامَ قَوْمِي فَعَيْنُ السَّمَاءِ
سَتَرْعَاكِ حَتَّى يَحِينَ الْكِفَاحْ
فَلَنْ يَرْجِعَ الْحَقُّ مِنَّا السَّلِيبُ
إِذَا لَمْ يَقُدْنَا سَبِيلُ الْفَلَاحْ
سَتَبْقَى وَنَبْقَى عَلَى عَهْدِنَا
إِلَى أَنْ يُدَاوِي الْهُمُومَ انْشِرَاحْ
شعر:
أشرف السيد الصباغ
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.