وَقَفَ النَّذِيرُ بِأرْضِنَا يَتَعَلَّقُ
فَزَِعَ الفُؤادُ وَصَاحَ مَنْ ذَا يَطْرُقَ؟
قَالَ النَّذِيرُ لَقَدْ أَتَيْتُكَ زَائرًا
لأُنِيرَ دَمْسًا بَعْدَ حِينٍ يُشْرِقُ
فَتَحَ الفُؤَادُ لِضَيْفِهِ مُتَهلِّلًا
وَالدَّمْعُ مِلْءُ جُفُونِهِ يَتَرقْرَقُ
قَالَ الفُؤَادُ لِضَيْفِه مُتَسَائِلًا
وَالْكَوْنُ مِنْ خَفَقَانِه يَتَمَزَّقُ
كَمْ يا تُرَى سَيَكُونُ مُكْثُكَ بَيْننَا؟
أَنْتَ النَّذِيرُ وَبِالخِتَامِ تَدَفَّقُ
قَالَ النَّذِيرُ وَقَد أَبَانَ بِقَوْلِهِ
مَا خِلْتُ يَومًا أنَّنا نَتَفرَّقُ
إِنْ كُنْتَ تَرْنُو لِلْحَياةِ مُؤَمِّلًا
طُولَ البَقَا إنِّي نَذِيرٌ أَرْمُقُ
هَمَسَ الفُؤَادُ لِنَفْسِه فِي حَسْرَةٍ
عَمَّا قَرِيبٍ شَعْرُ رَأْسِكَ يَبْرُقُ
فَغَدَا البَيَاضُ بِرَأْسِهِ كَسَحَابَةٍ
لاحَتْ فَصَاحَتْ لا مَحالَةَ تُخْرَقُ
مَرَّتْ عُقُودُ الدَّهْرِ بَينَ عَشِيَّةٍ
وَكَأنَّها طَيْفٌ يَلُوحُ فَيُخْنَقُ
كَمْ مِنْ سَفِيهٍ قَدْ قَضَى أَيَّامَهُ
بَيْنَ المَلاهِي وَالمَقَاهِي يَعْشَقُ
وَإِذَا أتَاه النُّصْحُ رَاحَ يَسُبُّهُ
وَبِحُجَّةٍ مَشْبُوهَةٍ يَتَشَدَّقُ
إِنَّ الحَياةَ طَوِيلةٌ فَانْعَمْ بِهَا
لا تَكْتَرِثْ بِئْسَ الخَبِيثُ الأحَمْقُ
يَا صَاحِبي شَتَّانَ بَيْنَ مُضلَّلٍ
وَمُخْلَصٍ يُهْدَى السَّبيلَ يُوَفَّقُ
يَا صَاحِبي مِنْ وَاجِبي نَصِيحَةٌ
كَالنُّورِ يَهْدِي الخَلْقَ حَتَّى يَرْتَقُوا
الْعُمْرُ بَرْقٌ وَالرِّيَاحِ جَنَاحُهُ
وَالْمَوْتُ لَا يَحْنُو وَلَا يَتَرَفَّقُ
فَالْزَمْ سَبِيلَ الحقِّ وَاعْلَمْ أنَّهُ
لا يَسْتَوِي سَهْلُ الطَّرِيقِ وَخَنْدَقُ
شعر / أشرف السيد الصباغ
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.