سأدعو للأموات

لـ عمر صميدع مزيد، ، في الرثاء، 28، آخر تحديث

سأدعو للأموات - عمر صميدع مزيد

سأدعو للأمواتِ ما دمتُ حيا
منذُّ أن قصدوا مكاناً قصِّيا
 
سأدعو لمن تلو آيات الرَّحمانِ
خيفةً ، فخرُّوا سجَّداً وبُكيا
 
فمن بعد رحيلهم ذّرفت أدمُعي
شوقاً إليهم في كل بُكرةٍ وعشيا
 
وسأجعل من نشيدي مُناجاةً
لربِّ الكون كمناجاةِ عبده زكريا
 
يا ربِّ وهن العظم مني بفراقهم
فهب لي يا ربِّ من لدُّنك وليّا
 
ولبِّي يا ربِّ دعاء عبدكَ عمرٌ
فإنِّي لم أكن بدعائكَ ربِّ شقيا
 
قد فرا فؤادي لفراق أحبتي
وحقاً كان الفراق شيئاً فريا
 
وغاب ندائهم عنَّا فناديتُ ربِّي
في ظلامِ اللَّيلِ نداءً خفيا
 
ما كان الموت هو خيارهم
ولكنَّ قضائهُ كان أمراً مقضيا
 
سأُضاعف من الصَّبر صبراً
وأرجو أن لا يكون صبري عصيا
 
فإنِّي بدمعي وقلبي وصبري
متحيِّرٌ بهم أيُّهم أشدُّ عتيا
 
أنا الشَّاعر بكل نبضٍ أعرفهُ
وبشِعري هذا إمَّا هالكٌ أو رضيا
 
وأنا الذي سأموت يوماً وألقاهم
في ذلك اليوم حين أُبعثُ حيا
 
وأنا الذي لا أخشى سكرة الموت
بل أخشى اللّٰه أن يحشرني بغيا
 
أبوفراس✓ عمر الصميدعي
30 يوليو 2019
© 2024 - موقع الشعر