يا شِعرُ أين القصيد والأشعارُ

لـ عمر صميدع مزيد، ، في العتب والفراق، 32، آخر تحديث

يا شِعرُ أين القصيد والأشعارُ - عمر صميدع مزيد

يا شِعرُ أين القصيد والأشعارُ
ونجوم السماء تلألأُ له الأبصارُ
 
سارت بهجة الرُّوح إذ ساروا
والدَّمع من بعد فراقهم غِزارُ
 
قد ضيَّع الفراق كل بهجتهِ
كيف لا ، والرفاق قد ساروا
 
غابوا عن لهفة القلب ونبضهِ
وما عادوا لمهجةٍ ولا داروا
 
كم كنَّا كالطيرِ في إطرابهِ
نرفرف وحُسَّادنا كم غاروا
 
سألملِم من الحسرات لوعاتهِ
وأخمد خافقاً أوقده الشِّرارُ
 
وأعود أغني بشعري وأشجانهِ
وأسكبُ في أبياتهِ خمرٌ مدرارُ
 
فالنَّجم لا يُطفئُ من جذوتهِ
إلَّا إذا لمع بأعينهم واحتاروا
 
فكيف يلفظ القلب وفي تقلُّبهِ
حروفٌ يضمها النُّورُ والنارُ
 
وكيف يُدار الدَّمع من أعينهِ
وعهدي ميثاقٌ وما أنا غدَّارُ
 
والصَّمتُ لا ينطقُ من ساكتهِ
حتى تيقن أن السُّكوت إقرارُ
 
فسلَّمتُ الوصل لغير قاطعهِ
وقبِلتُ شراءً ليس فيه خيارُ
 
وصببتُ أشعاري في كاساتهِ
ولدي من كؤوس الخمر أخمارُ
 
وأهديتهُ وروداً من ألوان بهجتهِ
ورسمتُ البسمة وفيها هِزارُ
 
وما ذكرتُ مقالاً إلَّا في مقامهِ
ولا قلتُ زوراً ولا فيه أوزارُ
 
فتركتُ المكان لمن فيه أفكارُ
وهجرتُ من ليس فيه أذكارُ
 
والفضل في أفعالهِ لا بأقوالهِ
فتطيب أسماعٌ منه وأبصارُ
 
وليس كل موزونٍ في لفظهِ
شاعرٌ كان أو فارسٌ مغوارُ
 
فلا تسمعوا غير الذي فيهِ
قدرٌ وبالقدرِ تتفاوت الأقدارُ
 
وإن جفَّت الأقدار من أنهارهِ
فأنا الذي في قطراتهِ بحارُ
 
أبوفراس / عمر الصميدعي
17 ابريل 2020
مراجعة الاستاذة الفاضلة
نزهة ابراهيم عبدالرحمن
© 2025 - موقع الشعر