متى يُدرك الأعرابُ مُعجزة الإسرا؟ويَحيَوْن في آمال عزتها الكبرى؟متى يُعمِلون الفكر في كُنه رحلةٍلَكَم مَحّصتْ قلباً ، وكم حيّرتْ فكرا؟متى يعلمون القصد منه حقيقةويستقرئون الفهم والزاد والخُبْرا؟متى يَعرفون الحق في غير شُبهةٍويَستلهمون الدرسَ والهَدْيَ والخَيرا؟متى يفهمون الكيد يُودي بعيشهمويستأنفون الجدّ والعزم والسيرا؟متى يَحْطمون الجهلَ يُزري بشأنهمويستنبطون النَّهي في الشرع والأمرا؟وكيف ، ونارُ الفسق تشوي ديارهموأصقاعهم تستعذب القُبح والشرا؟وكيف يُفيق اليومَ جيلٌ مُضلَّلٌأضاع - على اللذات - فيما أرى العُمرا؟وكيف لعقل أن يفكر لحظةوإن على أبوابه الحَوْب والوِزرا؟وكيف لكسلانٍ تحققُ مأربٍوأمسى خُواء مِن عزائمه صِفرا؟وكيف لدار قد تمرّق مجدُهابأن تدعيْ الأمجادَ والعِز والفخرا؟ألا إن شرع الله - في الدار - مُهدرٌومعظم أهل الدار يَستهجنُ الذِّكراوما حرّم الرحمنُ في الدار مُعلنٌأحلوا الزنا والنهب والقتلَ والخَمراويُهجرُ قرآنُ المليك ودينهلنسترضيَ الظلمَ المُعاديَ والكُفراويُسجَن مَن يدعو لخير وقيمةٍويُعفى الذي يُعلن الدعارة والعُهرافيا ليت شعري ، هل نتوق لنهضةٍ؟وهل نرتجي يوماً على المُعتدي نصرا؟ويا ليت شعري هل سنعلو لقمةٍ؟وهل يا ترى يبقى لنا الشأنُ والذكرى؟تعالت هتافاتُ الدعاة ألا انهضواوسيروا وراء الحق والصحوة الكبرىوعمّتْ كتاباتُ الأماجد أرضناولكنّ جيلاً ضائعاً جِدّ لا يقراوفي كل صُقع صرخة ونصائحٌولكنها لم تلق سمعاً ولا فكراوفي كل نادٍ شاعرٌ وقصيدةوأعرابُنا قد خاصموا العلم والشعراوفي كل وادٍ قصة وروايةوأعرابُنا مَلوا الحِكاية والنثراوقد يُعذر الجهالُ إذ لم يعلمواولكنّ أهل العلم قد عِدموا العُذراوكم من نذير في الأنام يَردّهمولكنّ ميّتَ القلب يحتقر النُّذراوكم من بشير رجّع الدهرُ جهرهولكنْ خبيث النفس يستثقل البُشرىحنانيكَ يا هذا القطيعُ ، ولا تثرْولا تحتقرْ يا عبدُ في دارنا الحُراخَدَعتَ الورى في كل حفل منمّقبإسراء مولانا ، وضمّخته عطراويبرأ من تغريركم ذاك (أحمدٌ)وهل بالأغاني تلك يُفتكر الإسرا؟ففي كل عيدٍ للحنيفة محفلٌورقصٌ وتمثيلٌ يزيد الورى دُعراومَسرى النبي اليوم في قبضة العدامتى يا ديار العُرب ينطلق المَسرى؟لقد طال ليلُ القدس في غيهب الدجىوأحبابُنا في دارهم أصبحوا أسرىيُذبّح أطفالُ الغطاريف عُنوةوتُسبى نساءُ الصِّيد: كارثةٌ كبرىوتُهدم دُورُ الشُّم في كل مَعقلمُسلسلُ هُودٍ يملأ المنتدى غَدراوإفسادُهم في الأرض عاتٍ مدمرٌتمادى ، فلم يترك - بلا مسرح - شبراففي كل صُقع مَسبحٌ وشواطئوإن لهُودٍ في حياة الورى مَكراوفي كل دار لليهود مصارفٌومالٌ وفيرٌ يُتقنون به الدوْراوفيها ملاهٍ لليهود وحانةٌومن ذا الذي يدري لها في الدنا حَصرا؟تعددتِ الأسماءُ ، والكيدُ مُشهرٌوباطلُ هودٍ في مرابعنا استشرىفهم سرقوا المَسرى بعلم رجالناوكم ذبّحوا الأبطال واستشهِدوا (صبرا)وننسى المآسيْ في مناسبة الإسراومسجدُنا الأقصى بأيدي العِدا دهراحنانيكَ يا مسرى الحبيب ، فإننيأناقش تاريخاً - بالذي قلتُه - أدرىفبالأمس كانت للديار مكانةوكل تَقي كان يستسهل العُسراوكنا نجوب المُدْلهمّاتِ في تُقىًوكل شجاع كان يستعذب الصَّدراولم نخش ما يخشى الورى في كريهةٍولكنْ جِلادٌ يحتوي في الوغى الصَّبرافإما انتصارٌ يرفع الدين عالياًوإما مماتٌ ، نحن نلتحفُ القبراوكانت جيوشُ الفاتحين منيعةًتصول كبحر صارعَ المَدّ والجَزراتَدكُّ حصون الكفر لم تخش بأسهاوتُمسي تُذيق المعتدى الأسر والنحراتَكِرُّ على الأعداء في كل موقعوحقَّ لها أن تُتقن الضَّرب والكراوتَفتح باسم الله دُوراً بأهلهاوأجنادنا بالعدل - في حربهم - أحرىسلامٌ على مَن مات منهم موحّداًفكم نوّروا الدنيا ، وكم جبَروا الكسراويَشهد (قسطنطينُ) بالعدل شِيمةويَشهد بالأخلاق - في جندنا - (كِسرى)وتاريخُنا غضُ الصحائف شاهدٌوبالبغي - دون الحق - لم يشتمل سطراعففنا عن الدنيا وأغراض أهلهاوللجنة الزهرا جعلنا التُّقى مَهراوجُدْنا لأهل الأرض بالخير فائضاًولم نخش إقلالاً يُذل ولا فقراوفي الحرب لم نقتل صغاراً بها ولانساءً ، وأحسنّا معاملةَ الأسرىوفي السلم لم نهدم صوامعهم ولاكنائسهم ، كلا ، ولم نُسقهم قهراولم نحرق الزرع البهيج بأرضهمدُحوراً ، ولم نردمْ مُحيطاً ولا بحراولم نشترع في الحرب شرعاً مخالفاًهُدانا ، ولم نهدمْ بناءً ولا جسراولم نتسورْ حائطاً لجماعةٍولم نكو بالنيران بطناً ولا ظهراوكنا نُداوي كل جُرح وطعنةٍونبذل ما بالوسع ، نشقى لكي يبراونحمِل عن أعدائنا ما يُضيرُهمإذا سالمونا ، بل ونغدو لهم ذُخراونردعُ مَن يسعى لفوضى وفتنةٍونُعمِل في أعوانه سيفنا دحراونقمع مَن يحيا لتوطيد شُبهةٍونشبعه دحضاً ، ونُلقِمُه الصَّخراونَكبتُ مَن أبدى على الناس بدعةًونغمُر بالإقناع بدعته جَمراونضربُ مَن يسعى لإيجاد منكرولا نمهل الباغين عاماً ولا شهراونُرخص - في الله الجليل - نفوسناوإن فُقدتْ في الله ، لا لم تكن خُسراونجعل قرآن المليك دليلناويجعل هذا - في البرايا - لنا قَدراوسُنة خير الخلق أيضاً مَعينُناويقصدها - في الناس - مَن ينشد الخيراولا نبتغي غير الحنيفة منهجاًويَنهجُه - في الأرض - مَن ينشر البِّراومَن يلتمسْ - في الكون - ديناً خِلافهيَضِل الهُدى عمداً ، ويَتبع الكُفراوربُّ البرايا أنزل الذكر هادياًوفصَّل للإنسان آياته الغُرافقومٌ هدى اللهُ القديرُ نفوسَهمقليلٌ هُمُ - في الناس – ما بلغوا النَّذراوقومٌ أزاغ الله ربي قلوبهموقد مُلئت آذانهم بالهوى وقراولم يشعروا أن الهوان حليفُهمولم يبذلوا - في الكرب - مِن آهةٍ حَرىفيا ويحهم ، ضلوا وضاعتْ ديارُهموأمسى عذابُ المفتري منهمُ نُكرافهلا يُفيق الأتقياءُ لدورهموينتشلون الناس من طامةٍ كُبرىوهل ينبري كل الدعاة لغزوةٍيُعيدون فيها - رغم ضعف القُوى - بدرا؟وهل تغمر الناس الجهولة دعوةٌتُبصّر أعمىً -عن هُدى المصطفي- غِرا؟وهل يَلمس العُبدانُ - فينا - إباءناويَرقبُ ضُلالُ الورى سادةً غُرا؟وهل نقتفي آثار صحب نبيناوأخبارهم ، يا أهلُ في الكتب الصَّفرا؟وهل نغمر الدنيا بعدل شريعةٍ؟وقد مُلئت - مِن خذلنا للورى - جَوْراوهل نُتحِف الآدابَ بالشرع حِسبةًونُوفي بإخلاص لأخلاقنا النَّذرا؟فنسلكها درباً ، وندعو لنهجناونجعلها نهجاً ، وقد أصبحتْ حِبراوهل نعتني باللب يوماً لنستمي؟أمَ انا سنقضي العُمر نقتلع القِشرا؟أما زال بعضُ الناس يُبدي عيوبناويَحفر قبراً للسجايا هنا حفرا؟ويصرعُ فكراً مستنيراً وسُمعةويصهر ألباباً - نباهي بها - صَهراويزعُمُ أن الحق يعلو لأفقهِذباباً غدونا ، ثم هذا غدا نسراولا تفقه الناسُ الكثيرة فقههولا نصفه ، كلا ، ولا فقهوا العُشراويُقنع مَن يلقاه بالأمر يُمضِهِويُحيي مع الهَلكى مناسبة الإسراويَمقتُ إسراءُ الرسول سلوكَهأيأتي فعال الليث مَن غدا هِرا؟وهل بابتداع يُنصر الدينُ لحظة؟ألا باتباع المصطفي نُرزَق النصراوهل يُرزقُ النصرَ المبينَ مُخادعٌ؟وهل يُرزقُ التمكينَ مَن يَحبك الخترا؟وهل عبقريٌ مَن يحِنّ إلى الثرىحنيناً ، ويُلقي أسفل النعلِ الدُّرا؟وهل طائعٌ لله عبدٌ مفتنٌوخمرته نشوى لتُغرقه سُكرا؟ويُثني على نذل أعان على هوىًويَلقاه جَزلاً ، ثم يُوسِعُه شُكراوهل ألمعيٌ مَن يُحامي عن الغُثاوقد أصبح المأفون -في ساحهم– عَيرا؟حنانيكَ يا مسرى النبي ، فإننيأغالب - في شعري - الكآبة والقهراتساميتُ حتى قيل ذا متكبرٌوقصَّدتُ حتى قيل لا يُحسن الشِّعرامُناخ التداجي بعثرَ الآن فكرتيفلملمتُها حتى أبَلغها النَّشراوعُذراً رسول الله عن أخطائهافلو كنتَ - بين الناس - تَعذرني عُذرا
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.