قصيدة لم يقلها المتنبى

لـ محمد عمر عثمان، ، في الوطنيات، 5، آخر تحديث

قصيدة لم يقلها المتنبى - محمد عمر عثمان

*** قصيدة لم يقلها المتنبى ***
للشاعر محمد عمر عثمان

دَعِ القَصَائِدَ تُبكِينَا مِنَ الأَلَمِ
فَقَد سَلَكنَا طَرِيقَ السَّعِىِ للنَّدَمِ

وصَارَت الخَيلُ والبَيدَاءُ تَجهَلُنَا
لمَّا تَرَكنَا جِهَادَ السَّيفِ والكَلِمِ

وأصبحَ الضَّعفُ والإِحجَامُ يَعرِفُنَا
لمَّا تَهاوَىَ جَلالُ الرَّمزِ فِى العَلَمِ

و أَقبَلَ اللَّيلُ يَشكُو مِن تَفَرُّقِنَا
بِغَيرِ صوتٍ إِلَى القرطاس والقلمِ

وأَسرَعَ الرُّمحُ يَحكِى عَن تَخاذُلِنَا
بِغَيرِ قَولٍ إِلِى الأَ نْوَارِ والظَّلَمِ

مَا عَادَ فِينَا شُمُوخٌ كَانَ يُكسِبُنَا
مَهَابَةً فِى قُلُوبِ الفُرسِ والعَجَمِ

وشَامُنا شَعبُهُ قَد صَارَ مُنقَسِمَاً
و سَيْفُ سَطوَتِهِ فِى حَيِّزِ العَدَمِ

و بالعِرَاقِ شَتَاتٌ فِى فَصَائِلِهِ
لَكِنَّها مَا تَنَاسَت عَصرَ مُعتَصِمِ

والقُدسُ مَسجِدُهُا مَازَالَ مُنتَظِرَاً
لِمَن يُحَرِّرُهُ بالحَربِ و الذِّمَمِ

ومصرُنا بَلَدٌ قَد نَالَهُ نَصَبٌ
لضَعفِ عُملَتِه فِى الكَمِّ والقِيَمِ

فَاليَومَ أُمَّتُنَا زَادَت مَتَاعِبُهَا
وكَم تُعَانِى مِنَ الأَحزَانِ والأَلَمِ

و لَن يَكون لَنَا مَجدٌ نَتِيهُ بِهِ
حتَّى نَصِيرَ بِلَمِّ الشَّملِ فِى القِمَمِ

فَهَل يَصِيرُ لَنَا عِزٌّ ومَنزِلَةٌ
فى عصرنا باتِّحَادٍ راسخِ القدمِ

وهَل يَطيب لنَا عيش يَلِيقُ بِنَا
بَينَ الكَيَانَاتِ والأَقطَارِ والأمَمِ

ونَرَى بَأَعيُنِنَا فِى وقت نَهضَتِنَا
إِمَامَ زُهدٍ شُجَاعَ القَلبِ ذَا هِمَمِ

يقَود جَيشَ نِضَالٍ مِن بَوَاسِلِنَا
إِلَى انتِصَارِ عَلَى الأَعدَاءِ بِالحُمَمِ

بِهِ يُحَرِّرُ أَقْصَانَا و يُخرِجَهُم
مِن شامنَا عَاطِرِ الأَجوَاءِ والنَّسَمِ

************************
إذا اتممت القراءة / فصل على

المصطفى صلى الله عليه وسلم
© 2025 - موقع الشعر