حِبرُ الصَمتْ

لـ حاتم منصور، ، في الرثاء، آخر تحديث

حِبرُ الصَمتْ - حاتم منصور

أُعِيرُ دَفَاتِرِي حِبْرَا
لِتَكْتُبَ عَنْ غَدِي فَجْرَا

وَلَكِنْ أَيْنَ لَي أَمَلٌ
وَقَدْ أَضْحَى اَلْمَدَى قَفْرَا

كَأنَ اَلْحُلُمَ فِي عَيْنِي
غَدَا كَالنُّور مُنْكَسِرَا

يُطَارِدُنِي ظَلَامُ اَلْيَأْسِ
حَتَّى أُغْلِقَ العُمرَا

أُعِيرُ دَفَاتِرِي ذِكْرَى
تُضِيءُ حُرُوفُهَا شِعْرَا

وَلَكِنَّ اَلشُّعَاعَ غَدَا
كَسَيْفٍ كُسِّرَتْ شِفْرَا

أُنَاجِي اَللَّيْلَ فِي صَمْتِي
فَلَا يُصْغِي وَلَا يُبْرَى

كَأنَ اَلْكَوْنَ قَدْ يَغْفُو
عَلَى قَلْبِي الَّذِي كُسِرَا

فَهَلْ يَأْتِي غَدٌ أَبْقَى
لِقَلْبِي رَوْضَةً عِطْرَا

أَمْ الأَعْمَارُ مَاضِيَةٌ
تُعَانِقُ فِي المَدَى صِفْرَا

أُعِيرُ دَفَاتِرِي صَبْرِي
لَعَلِّي أُوقِظُ القَدَرَا

فَيَمْحُو اليَأْسَ منْ قَلْبِي
وَيَرْسِمُ فِي المَدَى قَمَرَا

وَلَكِنَّ الدُّجَى بَاقٍ
كَأنَ اَلنُّورَ مَا عَبَّرَا

فَلَا حَرْفٌ وَلَا وَعْدٌ
يُبَدِّدُ فِي يَدِي الحِبْرَا

أَعِيشُ الحُلْمَ مَنْسِيًّا
كَطَيْرٍ أَسْقَطَ الوِكْرَا

فَهَلْ يُجْدِي حَدِيثُ اَلضَوء
إِذْ مَا العَتْمُ قَدْ غَدَرَا

أُعِيرُ دَفَاتِرِي عُمْرِي
فَتَكْتُبُ لِلْأَسَى أَمْرَا

وَلَكِنَّ اَلسُّطُورَ بَكَتْ
فَلَا حِبْرًا وَجَدَتْ جَرَى

كَأنَ اَلْكَوْنَ قَدْ صَارَتْ
نُجُومُهُ تَسْكُبُ العِبَرَا

فَلَا صَوْتٌ وَلَا نَبْضٌ
يُضِيءُ ظَلَامَنَا دَهْرَا

أُقَلِّبُ صَفْحَةَ اَلْأَوْجَاعِ
أَبْحَثُ فِي اَلْمَدَى ذُخْرَا

وَلَكِنَّ الوَرَى حُلْمٌ
تَوَارَى فِي اَلْفَضَاءِ كِبْرَا

فَلا لَيْلٌ بِلَا أُفُقٍ
وَلا شَمْسًا بِهَا عُمْرَا

أُعِيرٌ لِدَفْتَرِي حِبْرًا
لِيَنزِفْ حِبْرُنَا شِعَرَا

© 2025 - موقع الشعر