معالي العهد قمت بها فطيما
وكان إليك مرجعها قديما
تنقل من يد ليد كريما
كروح الله إذ خلف "الكليما"
***
تنحى لابن مريم حين جاء
وخلى النجم للقمر الفضاء
ضياء للعيون تلا ضياء
يفيض ميامنا، وهدى عميما
***
كذا أنتم بني البيت الكريم
وهل متجزئ ضوء النجوم؟
وأين الشهب من شرف صميم
تألق عقده بكمو نظيما؟
***
أرى مستقبلاً يبدو عجابا
وعنواناً يكن لنا كتابا
وكان "محمد" أملاً شهابا
وكان اليأس شيطاناً رجيما
***
وأشرقت (الهياكل) والمباني
كما كانت وأزين في الزمان
وأصبح ما تكن من المعاني
على الآفاق مسطوراً رقيما
***
سألت، فقيل لي: وضعته طفلا
وهذا عيده في مصر يجلى
فقلت: كذلكم آنست قبلا
وكان الله بالنجوى عليما
***
(بمنتزه) الإمارة هل فجرا
هلالاً في منازله أغرا
فباتت مصر حول المهد (ثغرا)
وبات الثغر للدنيا نديما
***
لجيلك في غد جيل المعالي
وشعب المجد والهمم العوالي...
... أزف نوابغ الكلم الغوالي
وأهدي حكمتي الشعب الحكيما
***
إذا أقبلت يا زمن البنينا
وشبوا فيك واجتازوا السنينا
فدر من بعدنا لهمو يمينا
وكن لورودك الماء الحميما
***
ويا جيل الأمير، إذا نشأتا
وشاء الجد أن تعطى، وشئتا
فخذ سبلاً إلى العلياء شتى
وخل دليلك الدين القويما
***
وضن به؛ فإن الخير فيه
وخذه من الكتاب وما يليه
ولا تأخذه من شفتي فقيه
ولا تهجر مع الدين العلوما
***
وثق بالنفس في كل الشئون
وكن مما اعتقدت على يقين
كأنك من ضميرك عند دين
فمن شرف المبادئ أن تقيما
***
وإن ترم المظاهر في الحياة
فرمها باجتهادك والثابت
وخذها بالمساعي باهرات
تنافس في جلالتها النجوما
***
وإن تخرج لحرب أو سلام
فأقدم قبل إقدام الأنام
وكن كالليث: يأتي من أمام
فيملأ كل ناطقة وجوما
***
وكن شعب الخصائص والمزايا
ولا تك ضائعاً بين البرايا
وكن كالنحل والدنيا الخلايا
يمر بها، ولا يمضي عقيما
***
ولا تطمح إلى طلب المحال
ولا تقنع إلى هجر المعالي
فإن أبطأن فاصبر غير سال
كصبر الأنبياء لها قديما
***
ولا تقبل لغير الله حكما
ولا تحمل لغير الدهر ظلما
ولا ترض القليل الدون قسما
إذا لم تقدر الأمر المروما
***
ولا تيأس، ولا تك بالضجور
ولا تثقن من مجرى الأمور
فليس مع الحوادث من قدير
ولا أحد بما تأتي عليما
***
وفي الجهال لا تضع الرجاء
كوضع الشمس في الوحل الضياء
يضيع شعاعها فيه هباء
وكان الجهل ممقوتاً ذميما
***
وبالغ في التدبر والتحري
ولا تعجل، وثق في كل أمر
وكن كالأسد: عند الماء تجري
وليست ورداً حتى تحوما
***
وما الدنيا بمثوى للعباد
فكن ضيف الرعاية والوداد
ولا تستكثرن من الأعادي
فشر الناس أكثرهم خصوما
***
ولا تجعل توددك ابتذالا
ولا تسمح بحلمك أن يذالا
وكن ما بين ذاك وذاك حالا
فلن ترضى العدو ولا الحميما
***
وصل صلاة من يرجو ويخشى
وقبل الصوم صم عن كل فحشا
ولا تحسب بأن الله يرشى
وأن مزكياً أمن الجحيما
***
لكل جنى زكاة في الحياة
ومعنى البر في لفظ الزكاة
وما لله فينا من جباة
ولا هو لامرئ زكى غريما
***
فإن تك عالماً فاعمل، وفطن
وإن تك حاكماً فاعدل، وأحسن
وإن تك صانعاً شيئاً فأتقن
وكن للفرض بعدئذ مقيما
***
وصن لغة يحق لها الصيان
فخير مظاهر الأمم البيان
وكان الشعب ليس له لسان
غريباً في مواطنه مضيما
***
ألم ترها تنال بكل ضير
وكان الخير إذ كانت بخير؟
أينطق في المشارق كل طير
ويبقى أهلها رخماً وبوما؟!
***
فعلمها صغيرك قبل كل
ودع دعوى تمدنهم وخل
فما بالعي في الدنيا التحلي
ولا خرس الفتى فضلاً عظيما
***
وخذ لغة المعاصر، فهي دنيا
ولا تجعل لسان الأصل نسيا
كما نقل الغراب فضل مشيا
وما بلغ الجديد، ولا القديما
***
لجيلك يوم نشأته مقالي
فأما أنت يا نجل المعالي
فتنظر من أبيك إلى مثال
يحير في الكمالات الفهوما
***
نصائح ما أردت بها لأهدي
ولا أبغي بها جدواك بعدي
ولكني أحب النفع جهدي
وكان النفع في الدنيا لزوما
***
فإن أقرئت –يا مولاي- شعري
فإن أباك يعرفه ويدري
وجدك كان شأوى حين أجري
فأصرع في سوابقهما (تميما)
***
بنونا أنت صبحهمو الأجل
وعهدك عصمة لهمو وظل
فلم لا نرتجيك لهم وكل
يعيش بأن تعيش وأن تدوما؟
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.