لقد غسل النور أرضك..حتى سراديبك الرطبة المظلمةمشى الفجر فيها بأنفاسه..يفضض أيامك القادمةفهل تسمعين أغاني الزنوجتدوي مثقلة بالحياةوهل تبصرين وجوه العبيد؟تقهقه حول نعوش الطغاة!لقد كنت مقبرة، ضخمةتدوس عليها خيول الغزاةوكنت بقية أسطورة.. ملوثةبصقتها الشفاه!"بلاد العبيد.! إفريقيا.."يا بلاد الزنوج الحفاة العراهنرى كيف يمشون في عريهموكيف يعيشون خلف الحياة؟"وأجسامهمذلك الأبنوس العجيب!المفصل مثل البشرونيرانهم في شعاب الجبالوأطغاهم في بطون الشجر.."متى أجد المال؟كي أشتري حذاء، وكلبا، وثوبا جديدوأمضي إلى أرض أفريقيالأصطاد قافلة من عبيد!"فإني امرؤ أبيض كالثلوجولست عظيما لأني فقيروقد كان لي رفقة..ثم عادوا سراة عظامافلم لا أسير؟"لكم أشتهي جسدا دافئامهيبا.. لزنجية جامحةفقد قيل إن لحوم الجواريلها نكهة.. ولها رائحة..بلاد الكنوز.! إفريقيا* * *يا بلاد الزنوج الحفاة العراةسآتيك يوما.. كغاز جديديريد الغني، ويريد الحياة"* * *كذلك عشت ألوف السنينتخزين، فوق خطايا وثن..إلى أن تسلل ضوء الصباح إليكفمزقت عنك الكفنوقمت كماردة تتلقى الضحىوتحول مجرى الرياحوتحفر تاريخها من جديدعلى جبهة الشمس حفر الجراح!فهل تسمعين أغاني الزنوجتدوي مثقلة.. بالحياةوهل تبصرين وجوه العبيدتقهقه حول نعوش الطغاة!* * *كذلك كان يغني لهاويقرع ناقوسه في جنون..وإن لم تزل تتلوى القيود على قدميهاوتبني السجون على أرضها..وتقام المشانق ترتجل الموت في كل حين..!فقد كان يحمل في روحهتمرد أجداده أجمعين* * *تمرد جد قضى ليلة يصب المياة على الموقدولما أبي..!مزقته السياطفحطم جمجمة السيد؟وآخر كانت تنام الشياه وتصحوعلى صوت مزمارهوفي ليلة، كفرت روحهبجزارها، وبجزارهفهب، فأشعل أحقادهفسالت جحيما بوجه الصموأبصره الغد فوق الرمالتكفنه عزة المنتقم!* * *وآخر أسود بادي العبوسطويل، رفيع، كصاري سفينةوقد حدثوا أن ميلادهبإحدى ليالي الشتاء الحزينةكما حدثوا أن أول جيش من البيضدنس أرض الوطن!ينام بمقبرة حفرتها محاريثهخلف سور الزمنوقد كان يؤمن في عمقهبحرية السود، والكادحينوحتى الطغاة الذين انتهواوآلهة البشر الساقطين..* * *وكالموت حين يغطي الحياةبأفراحها، وبأحزانهاوكالصمت حين يضم الحقولبأصواتها وبألوانهاتراءت له مثل صفصافةتفيء إليها جموع الظلالوكانت أكف الهجير الضريرتسمر أقدامه في الرمالفوسد أحزانه صدرهاوأطبق أجفانه في سكونكميت تداعبه موجةوتهوي به في اصطخاب حزينوراح يرى ملء أحلامهجزائر غارقة في الغماميظلها نغم أزرق..شفيف، شفيف بلون السلاموكانت هنالك عند الشمالحقول متوجة بالغلالوقوم من السود مستغرقونيرصون أكداسها في التلالوأصواتهم وزغاريدهمترفرف صاعدة من بعيدكما يتصاعد كل صباح ضباب الحقولببطء شديدوحين تصف طيور الغروبعلى الأفق أجنحها المذهباتوتمضي تنقر ثوب السكونبكل مناقيرها المتعباتتراهم يلوحون فوق الدروبأو يتوارون خلف الشجروهم عائدون إلى دورهمبأيد مثقلة بالزهر* * *وأسكره حلمه العاطفيفبعثر أشواقه أجمعينوعانق إخوانه باكياومد يديه إلى الآخرينوهزته أفراحه.. فأفاقعلى ظل صفصافة واقفةوكانت جموع الزنوج العراهتحركها ثورة العاصفةفسار يغني مع السائرينمهم زاحفون إلى الطاغيةويحفر فوق جدار الزمانأغاني إفريقيا الدامية!
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.