هل المستحيل بعيدٌ؟ الى آخر الأغنية[- إذن, قد يصيبكَ داءُ الحنين؟< حنينٌ الى الغد, أبعد أعلىوأبعد. حُلْمي يقودُ خُطَايَ.ورؤيايَ تُجْلِسُ حُلْمي على ركبتيَّكقطٍّ أليفٍ, هو الواقعيّ الخياليوابن الإرادةِ: في وسعناأن نُغَيِّر حتميّةَ الهاوية!- والحنين الى أمس؟< عاطفةً لا تخصُّ المفكّر إلاّليفهم تَوْقَ الغريب الى أدوات الغياب.وأمَّا أنا, فحنيني صراعٌ علىحاضرٍ يُمْسِكُ الغَدَ من خِصْيَتَيْه- ألم تتسلَّلْ الى أمس, حينذهبتَ الى البيت, بيتك فيالقدس في حارة الطالبيّة؟< هَيَّأْتُ نفسي لأن أتمدَّدفي تَخْت أمي, كما يفعل الطفلحين يخاف أباهُ. وحاولت أنأستعيد ولادةَ نفسي, وأنأتتبَّعُ درب الحليب على سطح بيتيالقديم, وحاولت أن أتحسَّسَ جِلْدَالغياب, ورائحةَ الصيف منياسمين الحديقة. لكن ضَبْعَ الحقيقةأبعدني عن حنينٍ تلفَّتَ كاللصخلفي.- وهل خِفْتَ؟ ماذا أخافك؟< لا أستطيع لقاءُ الخسارة وجهاًلوجهٍ. وقفتُ على الباب كالمتسوِّل.هل أطلب الإذن من غرباء ينامونفوق سريري أنا... بزيارة نفسيلخمس دقائق؟ هل أنحني باحترامٍلسُكَّان حُلْمي الطفوليّ؟ هل يسألون:مَن الزائرُ الأجنبيُّ الفضوليُّ؟ هلأستطيع الكلام عن السلم والحرببين الضحايا وبين ضحايا الضحايا, بلاكلماتٍ اضافيةٍ, وبلا جملةٍ اعتراضيِّةٍ؟هل يقولون لي: لا مكان لحلمينفي مَخْدَعٍ واحدٍ؟لا أنا, أو هُوَولكنه قارئ يتساءل عمَّايقول لنا الشعرُ في زمن الكارثة؟دمٌ,ودمٌ,ودَمٌفي بلادكَ,في اسمي وفي اسمك, فيزهرة اللوز, في قشرة الموز,في لَبَن الطفل, في الضوء والظلّ,في حبَّة القمح, في عُلْبة الملح/قَنَّاصةٌ بارعون يصيبون أهدافهمبامتيازٍدماً,ودماً,ودماً,هذه الأرض أصغر من دم أبنائهاالواقفين على عتبات القيامة مثلالقرابين. هل هذه الأرض حقاًمباركةٌ أم مُعَمَّدةٌبدمٍ,ودمٍ,ودمٍ,لا تجفِّفُهُ الصلواتُ ولا الرملُ.لا عَدْلُ في صفحات الكتاب المقدَّسيكفي لكي يفرح الشهداءُ بحريَّةالمشي فوق الغمام. دَمٌ في النهار.دَمٌ في الظلام. دَمٌ في الكلام!يقول: القصيدةُ قد تستضيفُالخسارةَ خيطاً من الضوء يلمعفي قلب جيتارةٍ, أو مسيحاً علىفَرَسٍ مثخناً بالمجاز الجميل, فليسالجماليُ إلاَّ حضور الحقيقيّ فيالشكلِ/في عالمٍ لا سماء له, تصبحُالأرضُ هاويةً. والقصيدةُ إحدىهِباتِ العَزَاء, وإحدى صفاتالرياح, جنوبيّةً أو شماليةً.لا تَصِفْ ما ترى الكاميرا منجروحك. واصرخْ لتسمع نفسك,وأصرخ لتعلم أنَّكَ ما زلتَ حيّاً,وحيّاً, وأنَّ الحياةَ على هذه الأرضممكنةٌ. فاخترعْ أملاً للكلام,أبتكرْ جهةً أو سراباً يُطيل الرجاءَ.وغنِّ, فإن الجماليَّ حريَّة/أقولُ: الحياةُ التي لا تُعَرَّفُ إلاّبضدٍّ هو الموت... ليست حياة!يقول: سنحيا, ولو تركتنا الحياةُالى شأننا. فلنكُنْ سادَةَ الكلمات التيسوف تجعل قُرّاءها خالدين - على حدّتعبير صاحبك الفذِّ ريتسوس...وقال: إذا متّ قبلَكَ,أوصيكَ بالمستحيْل!سألتُ: هل المستحيل بعيد؟فقال: على بُعْد جيلْسألت: وإن متُّ قبلك؟قال: أُعزِّي جبال الجليلْوأكتبُ: "ليس الجماليُّ إلاّبلوغ الملائم". والآن, لا تَنْسَ:إن متُّ قبلك أوصيكَ بالمستحيلْ!عندما زُرْتُهُ في سَدُومَ الجديدةِ,في عام ألفين واثنين, كان يُقاومحربَ سدومَ على أهل بابلَ...والسرطانَ معاً. كان كالبطل الملحميِّالأخير يدافع عن حقِّ طروادةٍفي اقتسام الروايةِ/نَسْرٌ يودِّعُ قمَّتَهُ عالياًعالياً,فالإقامةُ فوق الأولمبوفوق القِمَمْتثير السأمْوداعاً,وداعاً لشعر الألَمْ!
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.