مَأْسَاةُ عَاشِقٍ
شُكْراً لَكِ حَبِيبَتِي
فَقَدْ انْتَصَرْتِ وَقَتَلْتِ قَلْبِي هُنَا
وَصَارَ بِإِمْكَانِكِ
أَنْ تَشْرَبِي كَأْساً مِنَ النَّبِيذِ
.... فَرَحاً
وَصَارَ بِإِمْكَانِكِ
أَنْ تَتْرُكِينِي أَرْتَشِفُ لِأَجْلِكِ السُّمَّ
.... حُزْناً
فَقَدْ تَلَطَّخَتْ أَرْكَانُ يَدِكِ بِدِمَاءِ قَلْبِي
فَاتْرُكِينِي أَتَّجِهُ صَوْبَ القِطَارْ
الَّذِي مَوْعِدُهُ الفُرَاقْ
وَيَأْخُذُ إِلَى دَارِ الْبَقَاءْ
دَعِينِي أَجْلِسُ وَحِيدًا
أَرْتَشِفُ مِنْ قَهْوَتِي...
مَا طَابَ مِنْ سُمِّهَا
وَمِنْ سِيجَارَتِي...
مَا تَيَسَّرَ مِنْ نَارِهَا
خُنِينِي وَاتْرُكِينِي
فَأَنَا لِلْخِيانَةِ صَدِيق
اتْرُكِينِي فَأَنَا أَعْلَمُ
...أَنِّي أُقَامِرْ
وَأَنِّي بَيْنَ يَدَي الظَّلَام
... حَائِر
وَأَنَا الفَارِسُ وَحِصَانِي
... خَاسِرْ
وَأَنَا الشَّاعِرْ
حُرُوبِي فَوْقَ الدَّفَاتِرْ
دَعِينِي أُحَارِبُ مِنْ أَجْلِ حُبٍّ
... كَافِرْ
دَعِينِي بَيْنَ يَدَيْ الظَّلاَم
أَلْعَنُكِ فَإِنَّكِ تُعْبَدِينَ كَالْأَصْنَامْ
فَالْوَيْلُ لَكِ مِنْ حُبٍّ
تَمَرَّدَ عَلَيْهِ الْخِدَاع
... كَمْ سَيَكْرَهُكْ
وَالْوَيْلُ لَكِ مِنْ قَلْبٍ
كَوَتِهُ نِيرَانُ الْخِيَانَةِ
... كَمْ سَيَلْعَنُك
وَالْوَيْلُ لَكِ مِنْ ظَلَامٍ
أَحْرَقَتْهُ أَشِعَّةُ الشَّمْس
... كَمْ سَيَلْفَحُك
دَعِينِي بَيْنَ يَدِي الَّليْل
أَنَاجِيهِ سِراً ..
أَبْكِي كَطَائِر يُغَرِّدُ لَحْنَ الْحُزْن
قَدْ تَوَقَّفَ نَبْضُ قَلْبِي
وَمَاتَتْ جَمِيعُ خَلَايَا جِسْمِي
فَلْيَكُنْ لِي قَبْرً أَوْ أَظَلُّ حَياً
... فَلَمْ أَعُدْ أُبَالِي
فَأَنَا كَالْأَعْمَى...
الَّذِي يَعِيشُ فِي غُرْفَةٍ مُظْلِمَةٍ
لَا تُسْمَعُ دَنْدَنَتِي فِي الدُّنْيَا الْخَالِيَة
فَإِذَا كَانَ لِلصَّرْخَةِ صَوْت
وَهُمْ لَا يَسْمَعُون
فَكَيْفَ يَفْهَمُون
كَيْف يحِسُّون
وَكَيْفَ يُشْفَى جَرْح
عُمْرُهُ مِئَاتُ السِّنِين
كَأَنَه الْمَامُوت ...
بَلَغَ مِنَ الْعُمْرِ قَرْنَينِ
فَلِكِ أَنْ تُغَرِّدِي
فَقَدْ انْتَصَرْتِ
وَلَكِ أَنْ تَرْقُصِي
بَيْنَ حجْرَاتِ قَبْرِي
وَأَنَا أُصارِعْ ....
للشاعر : الزبير كتاني
لا يوجد تعليقات.