صالح ( الوداع الأخير)أَلَا ليْتَ هَذَا الشّعرَ يَرْثيكَ مُفجِعِيوَ يَمْسَحُ مَا قدْ سَالَ مِنْ بَحْرِ أَدْمُعِيفَإنَّ مُصَابِي فِيكَ يَا (صَالِحُ) اعتَدَىوَ لسْتُ أَرَى إلَّا الدُّعَا بِتضَرُّعِيَقُولُونَ قَدْ مَاتَ الهِزَبْرُ وَ إنَّنِيمِنَ الهَوْلِ مَا طِقْتُ احتواءَ تَوَجُّعِيأَيُسْعِفُنِي هَذَا البُكَاءُ وَ لَسْتُ مَنْإِذَا ذَاقَ مُرًّا فِي الدُّنَا يتَصَدَّعِأَأَنْعَاكَ أَمْ أَبْكِي الجِبَالَ الَّتِي غَدَتْكَعِهْنٍ مِنَ الحُزْنِ الَّذِي هَدَّ مَخْدَعِي؟أَأَقْبَلُ أَنْ فِيكَ المنِيَّةُ عَشَّشَتْوَ أَدْفِنُ فِي صَمتِي كَلامِي وَ مَسْمَعِي؟أو أمْضِي بِإنْكَاري دُمُوعًا تَهَاطَلَتْكَأَنَّكَ نَحْوَ اللّحدِ لَا، لَمْ تُشَيَّعِحَنانَيْكَ قُلْ لِي! هَلْ دُفِنتَ حقِيقَةً؟لِأَنِّيَ مَا طِقْتُ اللَّهِيبَ بِأَضْلُعِيبِرَبِّكِ يَا دُنْيَا! أَأَقْبَلُ مَوْتَهُوَ عَيْنِي تَرَى فِيهِ شُمُوخَ المُدَرَّعِهِزَبْرٌ وَ عَاشَ العُمْرَ فَحلًا مُنَادِيًابِجَمعِ أهالِي الأَرضِ منْ دُونِ مطْمَعِجَمَائِلُهُ عمَّتْ بِقَاعًا بِأَسْرِهَاشَجَاعَتُهُ تَمْحُو قِنَاعَ المُقَنَّعِإذَا مَا اختَفَى شفتَ الأَراضي تشقَّقتوَ إنْ بَانَ، أَسْرَابُ الأَشَاوِسِ تَهْلَعِقَوِيٌّ عَلى الأعدَاءِ مَا كَادَ كَيْدُهُمْصَدِيقٌ إذَا مَا حَلَّ حُزْنٌ بِمَجْمَعِعَلَى ظَهْرِهِ ألقَى بِحِمْلِ رَزِيَّةٍفَباتَتْ لَهُ فَخْرًا بِتَاجٍ مُرَصَّعِبِصَبْرٍ مَشَى يَحْمِي عُهُودًا وَ عَهْدُهُنَبِيلٌ فَمَا سَالتْ دِمَاءٌ بِمَوْضِعِكَذَالِكَ فُرْسَانُ الجَزَائِرِ طَبْعُهُمْوإن قَادَهُمْ فَحْلٌ علَى الرَّأْسِ يُرْفَعِأَصِيلٌ مِنَ الأورَاسِ وَ الجُودُ طَبْعُهُأَبِيٌّ وَ لَمْ يَعْرِفْ دَنِيءَ التَّطَبُّعِشَهَامَتُهُ فَاقَتْ حُدُودَ شَهَامَةٍوَ لَمْ يَكُ تَبَّاعًا خَسِيسًا وَ يَتْبَعِمَوَاقِفُهُ لمْ تَلقَ يَوْمًا تَغَيُّرًاوَ يَشْهَدُ ذَا التَّارِيخُ أَنْ لَمْ يُزعْزَعِبِأرْكَانِهِ سَبْعٌ وَ مَا السَّبْعُ حِينَمَايَمُوتُ سَيُنْسَى بل يُكَنَّى بِأشْجَعِتَجَرَّعْتُ حُزْنَ المَوْتِ مُذْ غَابَ وَالِدِيوَ كُنتُ أَرَى أَنْ غَابَ مُرُّ التَّجَرُّعِوَ لكِنَّنِي مَا إنْ عَلمتُ وَفَاتَهُرَأيتُ دُمُوعَ البُؤْسِ تُقْصِي تَمَنُّعِيرَثِيتُ أَبِي يَوْمَ الفِراقِ بِزَفْرَةٍوَ مِنْ بَعْدِهِ لَمْ أبْكِ إنسًا بِمَطْلَعِوَ هَا أَنَا ذَا أَبْكِي الّذِي كُلُّ أُمَّتِيبَنُوهُ فَهَلْ تَكْفِي بُكَائِيَ أَدْمُعِيوقَفتُ علَى الأطْلالِ أَرْثيهِ بَاكِيًابِأَبْيَاتِ مَهْمومٍ، حِزِينٍ مَوَدِّعِفُؤَادِي عَلَى جَمْرٍ يُذُوبُ، بَنَاتُهُرَقَصْنَ يُرِدْنَ النَيْلَ مِنْ كُلِّ أَضْلُعِيكَأَنِّيَ فِي حُزْنِي أسِيرٌ مُكبَّلٌوَ شِعْرُ أَمِيرِ الحُزْنِ إنْ قِيلَ يُدْمِعِحَنَانَيْكَ يَا (أَوْرَاسُ) واسِ وَ مُدَّنِيبصَبْرٍ عَلَى فَقْدِ الفَرِيقِ بِمَصْرَعِأَ (صَالِحُ) مَا أَبْهَاكَ حَيًّا وَ مَيِّتًاكَذَا حِينَ تلْقَى اللَّهَ بَعْدَ التَّرفُّعِوَ كُلُّ رِثَاءٍ فيكَ رثٌّ لِبَاسُهُوَ لَوْ مِنْ مَجَازِي اختَرْتُ حُسْنَ التَّصَنُّعِسَيَبْقَى بِأبيَاتِي وَ لَوْ قَدَّ مُضْغَتِييُشِيرُ إليكَ الشِّعْرُ دومًا بِإصبَعِيوَ يَبْقَى دُعَائي أَنْ إلَهِي فَقَدْتُهُفَيَا لَيْتَنِي أَلْقَاهُ فِي جَنَّةٍ مَعِيفريد مرازقة - أم البواقي
مناسبة القصيدة
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.