الشريدة - أحمد علي سليمان

أعزيكِ في حال يُجَرّعُني الغمّا
ويُورث قلبي شدة الحزن يا سلمى

وتجرحُني الأطيافُ مرّت كئيبة
على خاطري ، والنفسُ تزدردُ الهما

على غادةٍ كنا نباهي برُشدها
وكم حازت الألقابَ والآيَ والأسما

وفاقت بناتِ الحي ديناً وحِكمة
وعِشنا نراها – في مرابعنا - نجما

وأخلاقها طابت سِماتٍ ومَنهلاً
وزيدتْ على الأخلاق بين الورى عِلما

وحدّثْ عن اللطف الذي عُرفتْ به
ومحظوظة مَن تُرزقُ العفوَ والحِلما

ولا يسمع الأضيافُ همسَ حديثها
كأنْ أصبحت - من خفض أصواتها - بكما

ولا يُبصرُ الأغراب وجهاً ولا يدّاً
فليست - على التحقيق - سيدة هرمى

سليلة أحساب وربّة مَحْتدٍ
وذات طموحات لها هدفٌ أسمى

وذات سجايا في النسا عُرفتْ بها
وتعطي بلا مَنّ ، فتربو بها النعمى

فماذا جرى يا أختُ؟ إني لحائرٌ
لماذا أراكِ اليوم ذاهلة صما

مضى العقلُ عن فضلى فسربل عيشها
وخلفها - مما تعالجُه - كلمى

وعاشت بلا وعي تصارعُ قومَها
لتمتحن الدنيا ، وتوسعَها رَجما

سلامٌ على عقل لكم فخرتْ به
وسُقيا لأفكار تغنتْ بها عظمى

ليلطفْ بها الرحمنُ فيما أصَابها
وإن له التصريفَ والأمرَ والحُكما

© 2024 - موقع الشعر