بريد الذكريات - أحمد علي سليمان

ألا يا بريد الشوق هذا ترنمي
أسَطره بالخاطر المتبسّمِ

وأجعله مثل الأريج مُعَتقاً
أحبّره – بالصدق – طعمة مرقمي

وأجعلُ أبياتَ القصيد منارة
وأشدو بنظم الشعر دون تلعثم

ويصفو فؤادي بالقريض ، وينتشي
وأفصح عن إحساس قلب مُتيّم

أسلي بما صاغ اليراع مُسامِري
وأخطو - بشعري - فوق هام الأنجم

ويطفو قصيدي فوق ذل قطيعنا
يُذكّرهم بالفارس المتحمحم

ويُلقي إليّ الشعرُ أزكى تحية
معطرة بالجوهر المتهينم

فللفاتح المغوار كانت قصيدتي
فأنعم به من فارس متكلم

ويا أيها التاريخ سَجّل مضاءهُ
وهذي دمائي إن ثوى حبرُ أرقمي

قؤولٌ فعولٌ ، لم يكن متخرّصاً
له همة الشهم الجسور المُعَظم

ألا يا سليلَ المجد هذي رسالتي
تعبّر عن معنى الوفا والتكرّم

وهذا (بريد الذكريات) يشوقني
وفي أنسه ينهدّ جسرُ التألم

وأرسل - عبر الغيوم - شوقي وآهتي
وعطر القريض العذب يُزْكي تنغمي

بريدَ التصابي ما عليك ملامة
وإني أرى القرطاسَ غيرَ مُلوّم

وإن الرجال الصِيد ماتوا جميعُهم
ولم يبق إلا فاقدُ العزم والدم

فيا صانعَ المجد المنيف تحية
أقدّمها بالقلب والروح والفم

فإنك بدرٌ في سما النصر مُشرقٌ
لطيف المحيا كالسنا المترنم

وهذا بريد الشوق يحمل خاطري
يعبّر عن حبي وشوقي المُكَرّم

عليك سلامُ الله يا خيرَ قائدٍ
إلى المُلتقى في الموعد المُتحتم

© 2024 - موقع الشعر