صمت القصيد - أحمد علي سليمان

أيها الظالم أنْهِ المهزلةْ
وارق بالنفس لأسمى منزلةْ

قوّضتْ ألفاظُك الحمقى العُرَى
فاهجر الطيشَ ، وكُفَّ الزعجلة

لم تكن تحبو إلى حيث أنا
وأنا أسعى إليك الهَرْوَلَةْ

كم نسجتُ الفرْح ثوبًا زاهيًا
وبكفي كم زرعتُ السنبلة

وبذلتُ العُمر كي يرضى الفتى
رغم أني كنتُ زوجًا مُهمَلة

وتزينتُ بأبهى زينةٍ
في يدٍ عطرٌ ، وأخرى مُكحْلَةْ

كم تخيرتُ كلامًا وادعًا
دائمًا أبدأه بالبسملة

وإذا بتنا على جمرِ الجَوى
قُمتُ لَيْلِي كي أَحُلَّ المشكلة

دمعتْ عينايَ كم من ليلةٍ
ثم أصبحتُ بِهَمِّي مُثقلة

والفتى يُبحرُ في أحلامه
هانئَ البال كريح مُرسَلة

كم تفطنتُ لمَا يصبو له
ثم غربلتُ رؤاه غربلة

أنا مهدتُ له عيش الهنا
ولىَ اليوم أعَدَّ المِقصَلة

أيها الزوجُ: كفاني ما أرى
من نفوسٍ بَالَغَتْ في البلبلة

إنني في الأسر ذابت هِمتَّي
في يدٍ قيدٌ وأخرى سلسلة

حسبي الله ، وما لي غيره
وله أشكو جَحِيم المُعضِلة

© 2024 - موقع الشعر