قراصنة القلوب - أحمد علي سليمان

هذه الساعات - في الدنيا - مطايا
وضياعُ المرء مِن فعل الخطايا

في زوايا العمر فكرتُ طويلاً
واحتواني الصمتُ في هذه الزوايا

في سِنيّ العمر أعملتُ يراعي
وحَللتُ القيد عن هذي السبايا

ورفعت الستر عن ماضي حياتي
فرأيت الأمس ساعاتٍ خزايا

يا فؤادي فابكِ ساعاتكَ هذي
جُلها في الهزل ولى ، والدنايا

ودموعُ الهزل لا ترجع شيئاً
وكذا لم ترجع الجد الرزايا

باسماً قد كنت تحيا للمعالي
تحتويها مثلما تُهدَى الهدايا

وطرحت الوحيَ أرضاً والأماني
يا ضميري ، وتجاهلت الوصايا

وضربت الذكر صفحاً واحتيالاً
يا فؤادي وتناسيت الضحايا

وسباكَ الوهمُ ، لم تخترْ مكاناً
وسبقت الكل في سرد البلايا

وطواك الأسر لم تحْطِم شِراكاً
لم تكن تدري سراديب النوايا

والرياحُ الهُوجُ كم أذرت قلوباً
في ضباب الصحب كم عنتْ منايا

يا فؤادي أغلق الباب ملياً
وليسعك البيتُ ، ذرْ كل البرايا

وابكِ ما قصرتَ في ماضي حياتي
هذه الأيام فاجعلها مطايا

وافتكر في حفرةٍ عما قريب
في ثراها سوف تجتر الخفايا

في نعيم أو جحيم سوف تبقى
لستُ أدرى فأنا أحيا البقايا

والذي يخفيه غيبٌ كيف يٌدرى
قدرُ المولى به كل القضايا

فاجعل الفرقان معراجَ الأماني
واعتزل مُر القوافي والصبايا

سوف تُعطى طفلة عما قريب
فارحم الأنثى ، ترفقْ بالولايا

خُلقُ الرفق جميلٌ يا فؤادي
نعمة المولى ، ومن أحلى السجايا

واللبيب الفذ مَن يحيا رحيماً
وادعاً في الناس محبور الطوايا

والفؤاد العذبُ تحييه الثواني
عندما يثري بها أغلى القضايا

© 2024 - موقع الشعر