لتبلونّ في أموالكم وأنفسكم - أحمد علي سليمان

لولا الثباتُ لما تميّز مبتلى
ولذا استساغ أولو المثابرة البلا

ولما استمى – في صبره - متصبرٌ
حتى يُجاوز – في ترقيه - العُلا

ولما تجلد – في الدغاول - واثقٌ
من نصره بين الخلائق والمَلا

ولما اعتلى متنَ التحمّل مؤمنٌ
واللهُ باركَ ما أجاد وما اعتلى

ولما تمسّك – بالفضائل - مسلمٌ
متخوفٌ – في سعيه – أن يفشلا

ولما رأيت ذوي التفضل في الذرى
يستهجنون المُمْسكين المُيّلا

ولما حلتْ – للطيبيين - معيشة
رغم المكائد والحوائج والغلا

ولما تقاعسَ فاشلٌ عن قيمةٍ
إذ بالمعالي مثله لا يُبتلى

ولما ترهّل – عن عبادته - الغثا
لولا الجهالة ما انثنى وترهلا

إن اصطبار المرء شامة رُشده
إذ بينه والصبر أشطانُ الولا

دكتورَنا هاجت مشاعرُنا لما سطرته
ببلاغةٍ ، كان الجمال لها الطلا

وفصاحةٍ تهدي العقول رجاحة
أمستْ أجلّ – لدى النقاش - وأجملا

وإبانةٍ عما احتوته قريحة
عنها فؤادُ الشهم ما يوماً سلا

ومروءةٍ تسمو بحس السامعي
ن المنصتين ، وحس دكتور تلا

وحكايةٍ منها تسيل دموعنا
مجبورة ، فالعينُ لن تتحملا

وروايةٍ تدمي القلوب حروفها
فلقد حوتْ حدثاً عجيباً مُذهلا

أرأيت يوماً مثل هذي أسرة
تُمسي وتُصبح في العذاب وفي البلا؟

ولواعجُ المقدور تقتلُ عزمها
لكنما إيمانها لن يُقتلا

تا الله تثبيتُ المهيمن واضحٌ
من ذا الذي مثل المليك تفضلا؟

ستزورُ إخواناً لها في جنةٍ
أوَليس هذا – للصغيرة – أفضلا؟

أوَليس - في الجنات - مُتعة داخل؟
يا ربنا اكتبها لنا أن ندخلا

جاؤوك تنقذهم ، فكنت ضحية
ماذا بوسع طبيبنا أن يفعلا؟

أنت الذي تصف الدواء ، وترتجي
من ربك الشافي الشفاء مُعجّلا

هذي المريضة عِبرة ، فلتعتبرْ
ليصير وعيك – بالمقادر - أكملا

واللهُ أرسلها إليك ، فداوها
إما استطعت ، وشاكراً من أرسلا

ما الطب إن حكم القضاءُ بفعله؟
هل يستطيع الطب – قل - أن يفصلا؟

ما الطب إن حل الحِمامُ ليجتني
روحاً لعبد في الرُّبا ، أو في الخلا؟

هم عشّموها بالجنان وعيشها
هم ألبسوها من ثياب ما حلا

حتى يَهون الخطب رغم عُتوّه
والموتُ خيرٌ للصغيرة مأملا

فإذا بها تُلقي الكلام ، ولا تعي
والنطق لم يكُ مبهماً ، أو معضلا

سأزور إخواني بجنة ربنا
إني لأوشك عنكمُ أن أرحلا

نفسي تتوقُ إلى لقا رب السما
ولسوف ألقى كامِلين وكُمّلا

وهناك يُكرمني المليكُ بجوده
ومِن الذي أنا فيه خيراً أبدلا

ولئن سبقتُ إلى القبور ، فكلكم
بيَ لاحقون ، مُعجلاً ومؤجّلا

وتموتُ نفسٌ ، ثم تولد غيرُها
سبحان ربك - بالعباد - تكفلا

© 2024 - موقع الشعر