يا قلبُ ، عهد التيهِ ولى واندرسْفَلم الأسى؟ ولم الوُجُومُ المُبتئسْ؟ولم البُكاء بلا انقطاع ، والعَنا؟ولمَ التعلل بالتماوتِ ، والخرس؟ولمَ التفاخر بالضلالة ، والهَوَى؟ولم التعالي بالخراب المُندرس؟ولم التحمُس للجهالة والجفا؟ولمَ التميّع في متاهات الشرس؟ولم التعلُقُ بالضلال ، وأهله؟ولمَ التردي في الركام المُنخفس؟دعْ عَنك عهد الجاهلية ، واستفقْتلقَ الحياة عزيزة ، ودع الدَنَسدع عنك ما قد فات ، واسمُ إلى العُلاوارجُ الهداية من إلهكَ ، والتمسوابكِ المَعَاصيَ والخطايا والخناوتحرّ في الأصحاب دوماً ، واحترسقُم فاسمُ للعلياء في دنيا التُقىما فاز - في الدنيا - سوى القوم الحُنُسلا ، يا خليل الوهم ، دربُكَ بائدٌثم الذي تبكيه ولى واندرسأصحابُ ماضيك الذي تبكيهِ فرّقَ بينكم دينُ إلاله ، ولا عرسفالأمر أمرُ عقيدة ، يا صاحبيما أنت فيه - اليوم - ليس بُملتبسهي شِرعةُ الرحمن ليس بها خفاإذ كيف دينُ الله - يوماً – يَلتبس؟في سورةِ (اقتربت) قرأنا آيةًتُنبيك أن الدين ليس به غلسقد يُسِّر القُرآنُ ، أصبح هيناًلِمن اتقى ، ولمن عَصَى ، ولمن رَكَسلكنما تيارُ أمر الجاهلية جارفٌ ، والفجر ليس بمُنبجسثَقُلتْ عليك الجاهليةُ فترةًفتقبلتْ خلجاتُ رُوحك في النجسوصحبتَ أعفن رِفقة همجيةتئدُ الحماسة في سُويداء القبسأخذوك شهماً عبقرياً صاعداًتُقري الضيُوف ، تُقيل عثرة مُرتكسقادوك نحو ضلالهم ، يا للأسىوبقيتَ دهراً في تلافيف الغبسهل كان سهلاً أن يُضلوا عاقلاً؟أو كان سهلاً أن يُصيبوا المُختبس؟يا ليت شِعري ، كيف لم تفطنْ إلىإفلاسِ جيل مُستنير بالدنس؟أو ليت شِعري كيفَ سَهم الجاهلية في ترائبك المحَصّنة انغرس؟أو ليتَ شعري كيف صغتَ الشعر فيآلام ما تلقى من التيه الشرس؟أو ليتَ شِعري كيف أحببت الركون إلى الضلالة والجهالة والفلس؟أو ليتَ شِعري كيف تُقت إلى الحضيض وأهله ، يا للغويّ المُنطمس؟أو ليتَ شِعري كيف قد غلبتْ ضلالتُهم عليك ، وأنت للرُجعى حمس؟أو ليتَ شعري كيف أعجبك اللظىفمدحته ، وأراك كُنت المُنخرس؟أو ليتَ شِعري كيفَ ضَيّعتَ السنينَ تُحبهم؟ أواه من رجُل تَعِسأو ليتَ شِعري كيف سيق الفَذُّ نحو متاهةٍ؟ بل كان فيّاض السلسأو ليتَ شِعري كيف مثلُك لم يفقْ؟بل كيفَ مثلُك - بالمذلة – يأتنس؟أو ليتَ شِعري كيف يا مسكينُ داعبك الهوى ، فأرمت مِن عَفَن الطفس؟أعطيتهم مَتن الجواد ليركبوافتمردوا ، والليل يُوغل في الطنسوالمُعدم المِسكين أمضى العُمر فيأهوائه ، وكذاك في البلوى ارتكسكم في رياح التيه ماتت شُعلةٌثم الليالي بعدها سُودٌ عُمُسوطعامُ مُعدمنا الهشيمُ وشُربهمن علقم في الماء ذيب مع الملسومضتْ سِني العُمر تترى لم تقفوالضائعُ المطعونُ لمّا يبتئسما كان يشعُرُ بالعذاب يُذيبهوكذاك لم ينظُرْ لفجر ينبجسيا أيها المَخبوء في جوف الثرىدع عنك ذكر التيهِ ذاك المُندمسإذ كيف تذكُرُ جاهلية تافهٍبتشوق ، ما أنت بالدنيا شئس؟لو أن وجهك قد تبسم للردىلرأيت دنيا الناسِ كالرجلِ البلسيا صاحبي دع عنك أحلام الصِّباإن الصبا في برد ظلك مُحتبسواهتك سُتُور الغيم إن هي أينعتْوارجُ الحياة كريمةً ، لا تنتكسدع عنك أهل الجاهلية ، إنهمشبحٌ تبدى في الشبيبة ، وانطلسكالنقطة السوداء في ثوب السناعادَ السنا ، أما الدجى فقد انطمسهُم غيّبُوك عن الهدايةِ فترةًقد كنت تضربُ في الضلال وتقتبسواليومَ لمّا يأخذوا عنك الهُدىكيفَ الغنيّ نراهُ يُمسك بالفنس؟يا صاحبي صُبحُ الهِداية مُسفرٌعن وجه يَوم ضاحك الذكرى شمسوكذاك أمطارُ التُقى هطلتْ وبدّدَ ماؤها عفن المُضلين النجسأرأيت نفسك مُسلماً مُترفعاًعن كل رجس بائد الفحوى دنس؟أرأيت زوجك ، والحجاب يَصونهاعن عين ذؤبان القطيع المُفترس؟فوق السَّحاب تسيرُ؟ لا بل فوق أرض الله تُعلينا الهِداية والقُدسوكذاك يُعلينا الكِتابُ ، وما روى المِقدادُ أو سعدٌ وجُندُبُ أو أنسفُهما دليلُ المرء في هذي الدُناألقاهما لنبينا رُوحُ القُدسيا صاحبي ، وجهُ الهدايةِ باسِمٌمُتهللٌ ، ثم الفساد قد اندمسفيم التعلقُ بالحضيض وقد أعزك ربنا ، ونُشلت من قاع الديس؟إياك أن تطأ الحضيض تشوقاًمن كان يَرجو الذُّل في الدنيا تعسدع عنك دعوةَ مُفلس مستكبرقُم ، فاقرأ (الأنعام) ، ثُم اقرأ عَبَسإذ ، ليس فيه الخير ، فاطرق غيرهُلن تَعدم الإقبال في المرء السلسلا ، أن تعود إلى الضلالة والخناأنت الذي لحقيقةِ التقوى درساصدعْ بما تؤمر ، وأعرضْ عن جميع الجاهلين الفاسقين ، فهم نجسيوماً سَيظهر أمرُ ربك ، لا تخفْوالمُجرمُ الشيطانُ حتماً ينتحسأنتَ العَزيزُ ، بعزةِ الجبار ، ثرْلا تخشَ من شيطان قومك والحرس
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.