دموع يحبسُها الإباء - أحمد علي سليمان

احتسبْ أمّك طوعاً ، يا بُني
بفؤاد - بسنا الإيمان - حي

في جوار الله ، والأمر انقضى
ما لمخلوق من امر الله شي

كُتب الموتُ علينا ، فاصطبر
واحتمالُ الخطب سَمتُ العبقري

هكذا الدنيا افتراقٌ والتِقا
وهدوءٌ بعده يعلو الدوي

أحزنتْ أمُك أرواحَ الورى
كم عيون سَحّتِ الدمع السخي

أثرتْ فينا جراحاتُ الجوى
بقلوب أزّها الخطبُ العتي

لم نصدُق يوم قالوا فارقتْ
ثم أيقنا بتسليم رضِي

رحمة الله على من رحلتْ
وعلى أرحامها الصبر البهي

فرضُ عين نحن للموت الذي
ليس ينجو من رحاهُ أي حي

ليس فرقٌ عنده ، يا صاحبي
- إن نظرنا - بين كهل وصبي

سوف يجني الموت أرواحَ الألى
أوغلوا السير على الدرب السوي

وكذا أرواح مَن قد فسقوا
ورأوْا نوراً دُجَى الدربَ الغوي

فاحبس الدمعَ تكنْ نعم الفتى
والتق الموتَ بإيمان قوي

والتمسْ غفران من قد فارقت
من ذنوب أوبقتها يا بُني

واسأل الرحمن أن يرحمها
جَل شأن الله مولانا الغني

© 2024 - موقع الشعر