عُمَير بن وهب الجمحي - أحمد علي سليمان

تعالى المهيمنُ يحمي نبيهْ
ويمنعُ سيفَ الأعادي وليهْ

عُميرٌ أتى ليس ينوي سلاماً
وقد غلب النزعة الجاهلية

وحاول قتل النبي اعتداءً
وتدفعُه تُرّهاتُ الحَمية

قد اصطحبَ السيفَ يشفي غليلاً
بدون احتياطٍ ولا أريحية

لشيطان مكة رأيٌ وكيدٌ
يؤدي به لاغتيال الضحية

وقابل (صفوان) يشكو عيالاً
ودَيْنا يُسربلُ نفساً أبية

فقال له: لا تُبالي بشيءٍ
عيالك سوف يرون العطية

سأغدقُ خيري عليهم وفيراً
وكفي عليهم ستغدو سخية

ودَيْنُك أوفيه عما قريب
إذا جندلتْك حبالُ المنية

أنا (ابنُ أمية) ، واسأل وأبشرْ
ولا لن تطال العيالَ أذية

وصاحبُ دَيْنك طمئنه أني
سأعطيه بعد الوفاء هدية

فسلّ عُميرٌ حُسام التحدي
وأضمر للقتل عزماً ونية

سقى السيف سُماً ليُصبح أمضى
ويعلمُ رب الأنام الطوية

فلما رأى عُمرٌ شر ضيفٍ
يريد بخير الأنام الأذية

تعمد تقييده بحبال
يُجر بها خلفه كالمطية

فقال الرسول: ألا أطلقوهُ
لندرك ما قال لابن أمية

وخلوا سبيل الذي سل سيفاً
فإن المليك سيحمي نبيه

فماذا وراءك قل يا عُميرٌ؟
فإن وراء المجيء قضية

فقال: أتيتُ لأفديَ إبني
وأدفع ما أتى من خطية

أسيرٌ لديكم يعاني قيوداً
وتؤذي القيود النفوس الأبية

فقال النبي: كذبت علينا
فقد جئت تُضمر أشقى وصية

شكوت لصفوان وُلداً ودَيْناً
فأمنك الشهمُ عُقبى البلية

أردت إراحة قومك مني
بنفس لما تنتويه وفيه

فقال عُميرٌ: هداديك إني
وصفوان كنا بدون معية

ويسمعُنا الله دون سواهُ
فدعني أقول بلا عنجهية

بأني تركتُ عقيدة قومي
وآمنتُ بالله رب البرية

وأسلمتُ لله ربي إلهاً
هدى باتباعك نفساً عصية

وأشهد أنك منه رسولٌ
وسُنته نعمتِ المنهجية

رسول الإله ألا فاعفُ عني
وعفوك عمن أساء مزية

وعنك الرسولُ عفا مستجيباً
لما قد رجوت بنفس تقية

يريد لك النجوَ من كل سُوآى
فوفرْ لِمِلتك العنترية

وأبل البلاء الجميلَ لدين
أعزك من ربقة الوثنية

أراك الهدى من دروب التدني
لكي لا تعيش بنفس دنية

وصرت عميرَ التقى والمعالي
وعشت بروح السجايا العلية

وشاركت في أمهات المغازي
بنفس بدين المهيمن حية

تفيأت نور الشريعة دهراً
وودعت قيح الدروب الدجية

وعدت لصفوان تنصحُ لما
قلا الدار ، ليس يريد الرزية

أراد النجاة من القتل حداً
بنفس بهذا المصير حرية

وقد قصد البحر يقضي غريقاً
لقد يهلك البحر ذاتاً ردية

وجاء عُميرٌ لصفوان غيثاً
غزا البيد في الأمسيات الشتية

فأنقذته من مصير مُريع
فأسلم لله طوعاً أمية

وأمنته عند أزكى سؤال
يقابل بالعلم جهل الرعية

وناصرتما الدين سِلماً وحرباً
ولم تبرحا غزوة أو سرية

وجاهدتما الكفر سيفاً بسيفٍ
وكبدتُماه بأقوى خلية

فكَرٌ هنالك في كل يوم
وفرٌ من الصبح حتى العشية

فرضوانُ ربي عليك (عُميرٌ)
ورضوان ربي على (ابن أمية)

© 2024 - موقع الشعر