ليت لي - أحمد علي سليمان

ليت لي قلباً به عِز الشريعة
واعتزاز الروح بالنفس القنوعة

وإباءَ الحق في ذاتي وقومي
وسموَّ العزم في كل وجيعة

وامتثالَ الهَدي إن غيري تعامي
واجتنابَ الزيف – دوماً - والخديعة

يا غلاماً – في ظلال الشرع - يحيا
أمَّة أصبحتَ ، بل أزكى طليعة

تنشر التوحيد – في الخلق – رضياً
تطفئ الشبهة في كل ذريعة

وتريد القوم – لله - عِباداً
تبتني - للحق - أسواراً منيعة

عشتَ – للحق – وحيداً لا يُبالي
ولك الإيثارُ والتقوى طبيعة

قلتَ: يا رب اكفنيهم ، فأبيدوا
دعوة ذي - عند مولانا - وديعة

يا غلاماً قد دعا الناس بصدق
لم يُموّه بالتعابير الضليعة

أعلمَ الناسَ صراط الله حقاً
ثم أفضى بتعاليم الشريعة

إنه لم يرتزقْ بالهدي ، كلا
بل أبان الدينَ في الدار الصريعة

إنه - بالروح - ضحّى والحنايا
ذبحَ الشركَ ، وأودى بالخنوعة

حطم الطاغوت - بين الناس - فعلاً
وأبادَ الزورَ ، واجتث الوقيعة

جددَ الدينَ ، وضحّى بصباهُ
شامخاً ، قد ودّع الدنيا المُريعة

ليت لي قلباً كقلب الشبل هذا
إن نفسي - من أسى - قلبي صريعة

ضرب الذلُ عليها ، فاستكانت
تركتْها في مآسيها اليُنوعة

فإذا بالنفس في التيه رُكامٌ
تشرب النفيَ ، وترضى بالقطيعة

يا فؤادي ، إنما النورُ سيسري
لا تغرنْك المتاهاتُ الوسيعة

إنما الإيمان في القلب منارٌ
وكذا النفسُ لمولاها مُطيعة

عندما الأخدودُ – في الأرض - تلظى
أنطق الله – لدى النار - الرضيعة

مثلما ضَحّت تمثلْ يا فؤادي
يغفر الذنب ، وتجتث الفجيعة

© 2024 - موقع الشعر