مُداينة - أحمد علي سليمان

الحمد لله ربُ الناس والفلق
حمداً تجاوز حدّ الأرض والأفق

ثم الصلاة على المختار دائمة
ما جنَّ ليلٌ ، ووازى حُمرة الشفق

سبحان ربك ، بعضُ الناس مَتّعهم
بالرزق يصحبُهم في كل منطلق

والبعض ربك – بالتضييق - جَمّلهم
ليركبوا طبقاً - في العيش - عن طبق

فالشكرُ لله في كلٍّ له حِكَمٌ
لا شيء يَفتن مثلَ المال والوَرِق

الدَيْن أثقلُ في الميزان مِن كبدي
لأنني غيرُ ذي مدح ولا ملق

فإن يكنْ فضل أموال فمُنّ به
عليَّ ، ثم بِرَدَّ ما أخذتُ ثِق

المال (يا صاحبي) المنانُ واهبه
فما صرفتَ ثوى والقرضُ منك بقي

لم ألق غيرك من أهل ومن ولدٍ
في هذه الدار أشكو عنده قلقي

ألفيتَ قلبك ذا عطفٍ ومَرحمةٍ
يحنو على رجل مِن حاله فرِق

ولا أزكَّي - على الرحمن - من أحدٍ
وأنت - واللهِ - ذو دِين وذو خلق

إن كنت تملك جُدْ ، والله مُخلفه
وذي الأمانة مثلُ القيدِ في عُنقي

وإن تكنْ مثلنا تأوي لذِي سَعةٍ
فانشدْ لفقركَ ربَ الناس والفلق

© 2024 - موقع الشعر