مريم! (مريضة علاجها مستحيل) - أحمد علي سليمان

عسى تُشافين مِن داءٍ ومِن سَقَمِ
وتبلغين الذرى في الرُشْدِ والعِظمِ

وإن تكن حِيَلُ التطبيب قد عجزتْ
فأبشري بشفاء الواحدِ الحَكم

لمّا قرأتُ تقاريرَ الطبيب رَثى
قلبي ، ولكْتُ الأسى مِن شدة الألم

وسربلَ الحزنُ إحساسي وعاطفتي
وراعني ما رأتْ عينايَ مِن إزم

وراعني ثقلُ البلاء ، أشهدُه
في غادةٍ رضختْ للبؤس والنقم

فناولتني ابتساماتٍ مُنمقة
مِن بعد أن لم يكنْ شيءٌ من البَسَم

وشاطرتْني بلاءاتٍ مُنيتُ بها
وخففتْ ما أعانيهِ مِن القحَم

وجففتْ دمعة تهتاجُ لاعِجة
وضمدتْ كدماتٍ تستبيحُ دمي

وأرسلتْ أملاً فاحت نضارته
يُرضي الفؤادَ بذي الأقدار والقِسَم

تقول: هذا - مِن الرحمن - طِبتُ به
نفساً وكم خصني في الناس بالنعم

لعله الخيرُ نلناهُ بلا نصب
أو الكراماتُ حِيزتْ دونما غرُم

لعلها الدرجاتُ الشمّ نبلغها
بما ابتلينا بأمر الواحد الحكم

لعله قدرٌ يُفضي إلى شرفٍ
في جنة الله مأوى كل مُلتزم

لعله المجدُ يحدونا ويغمرنا
أو لطف ربي أتى في جُملة الرُحُم

فالحمد لله في اليُسرى وضرتها
يا رب فاختمْ لنا بخير مُختتم

واغفرْ لنا ربنا ما كان مِن زلل
واصرفْ عن القلب ما يَرينُ مِن غمَم

© 2024 - موقع الشعر