مسلمي العالم - أحمد علي سليمان

يا مسلمونَ: لواءُ الحق يُغتصَبُ
والدارُ تَدهمُها الآلامُ والكُرَبُ

هذي المصائبُ ، مَن فينا يُؤججُها؟
ومَن يشج العُرى لتذهب الطنب؟

ومَن يُعربد - في أصقاعنا - طرباً؟
ومَن يروق له - في دارنا - اللعب؟

ومَن يُمزق صفاً كان يجمعنا؟
ومَن بسيف الردى يُردي ، ويقتصب؟

يا مسلمون: أفيقوا مِن دَغاولكم
طالت بمِحنتنا الآمادُ والحِقب

أما اعتبرتم بما قد كان من محن
آلامُها - في بقاع الأرض تلتهب؟

أما أساءكمُ ما كان مِن كُرَب
أمستْ لها مُهجُ الأبرار تنتحب؟

ألا تخافون بأس الله يدمغكم؟
والنارُ يسبقها الحميمُ واللهب

هذا الشبابُ سرابُ التيه يسحقه
لأنه لهُدى الفساق ينجذب

يسايرُ الركب نحو الموتِ مُتجهاً
وإن أفاق ففي السفسافِ يَحترب

يقلد الكفر ، لم يفتأ بتابعه
نحو الضياع إلى الضلال ينقلب

لم يعرفِ الحق حتى ضل مقتدياً
بجوقةٍ زادُها الآهاتُ والشبب

أمسى يُرقع دنياهُ بشرعته
ولم يعد لهُدى الإسلام ينتسب

طوراً يُداجي الألى باعوا كرامته
وشرّدوه ، فأضحى - اليوم - يغترب

والدارُ قد هجرتْ قرآنَ خالقها
واليوم قد أصبحت - بالرغم - تُغتصَب

تكالبتْ أممُ التلمود ، تنهبُها
ومِن دماءِ دُعاة الحق تختضب

وأحكمتْ أممُ الصُلبان قبضتها
بئسَ المكائدُ والتدمير والعُصُب

والمسلمون خلافٌ شجّ قوتهم
وفرقة بالذي أهلُ الهُدى اكتسبوا

ذيلُ الشعوب لهم مأوى ومُنتجعٌ
والمُوبقاتُ دروبٌ ، والهوى سبب

والذل قد ضُربتْ قهراً عباءتُه
يُظِلهم ، وعلى أحرارهم يَثِب

وفي الحواضر سادت خيبة عظمتْ
وأمّة الخير خلف الهُون تحتجب

حقوقها تنزوي في جوف غاصِبها
وأهلها بالذي يأتي العِدا طربوا

يحيا الطواغيتُ في يُسر وفي سَعةٍ
أما الشعوب فيُردي عيشها الوَدَب

يا مسلمون: كتابُ الله مُنقذكم
فطبّقوه ، ففيه النصرُ والغلب

وحكّموا الشرع ، إن الشرع يَعصِمُكم
مِن الهزيمة ، فانصاعوا لمَا يَجب

أعلنتُ نصحي ، ورب الناس مُطلعٌ
وعنده وحده يا قوم أحتسب

© 2024 - موقع الشعر