وتنسَوْن أنفسكم - أحمد علي سليمان

بذلتِ نصحَكِ بالترغيب واللينِ
لتحملينا على الأخلاق والدينِ

وكم وعظتِ قلوباً غاب واعظها
واستبدلتْ بالهُدى شرعَ الفراعين

وكم سلكتِ بنا سبيلَ عِزتنا
حتى هجرنا دروبَ الخِزي والهُون

وكم تحملتِ - في الإرشاد - مِن مِحَن
وكم تخولتِ بين الحِين والحِين

وكم تتبعتِ ما عاينتِ مِن شُبَهٍ
تُفندين بإيضاح وتبيين

وما مَللتِ ، وإنْ ملتْ مسامعُنا
مِن السماع لألوان البراهين

وما يئستِ مِن الهداية ، اختلطتْ
بما تَرسّخ مِن كيد الشياطين

حتى ظنناكِ أمّ المؤمنين تُقىً
جاءتْ لتدعوَنا بالرفق واللين

كم اكتشفنا الذي تحيين مِن ضلل
إذ الكلام بفعل غير مقرون

تُخالفين الذي تلقِين مِن مُثل
وتدحضين مثاقيلَ المَوازين

أنسِيتِ نفسكِ مما تأمرين به
هل دعوة الغير صارت محضَ تدشين؟

هذا هو الدين عند الله فانتبهي
ولا تردّي - على الصحيح - بالدُون

فتابت الأم ، والرحمنُ باركَها
وأجرُ رب البرايا غيرُ مَمْنون

© 2024 - موقع الشعر