وحمزة لا بَواكيَ له - أحمد علي سليمان

لقد بكتِ النساءُ رجالهنهْ
وحمزة بات تبكيهِ الأسِنة

أرى أسَداً تضرج في دماءٍ
لرؤيته لقد تأسى الأجنة

بكاه المصطفي بالدمع حيناً
وكانت فتنة تعنو لفتنة

ودمعُ نبينا غال علينا
وموتُ الأسْد في الميدان محنة

وحمزة في القلوب له مكانٌ
وقد غفرتْ خطيئته بطعنة

وأمسى سيدَ الشهداء حقاً
وصارت بعده للخلق سُنة

وخمّشتِ الفؤاد جراحُ فذٍ
وكم أودتْ بقلب المرء إحنة

وكم عانت حنيفتنا عذاباً
وكم نصب الأعادي من أكِنة

ويبقى الدين في الدنيا غريباً
تواجهه الدغاول والأعنة

وأنصار الحنيفة في عناء
وتلحق غيرهم في الكون لعنة

وحتماً للحنيفة كم ضحايا
يقدم كل وادٍ منه حفنة

تعيد الحق منصوراً عزيزاً
ونصرُ الله يأتي منهُ مِنة

ويوماً سوف تنقشع المخازي
ويُردع كل طاغوت وقينة

ويُدحر كل شيطان رجيم
ولن تلقى لدي الأصنام رنة

قريبٌ نصر مولانا ، ولكن
تصورُنا به حُمق وجِنة

ولو كنا الأعزة ما اتكلنا
أيأتي الفتح غضاً فوق جَفنة؟

دماء الصحب نزهقها جهاراً
وقد كانت لدين الله جُنة

ونحن اليوم نشربها عياناً
ونصنع من سراب الخذل شحنة

وقد تاب الجُناة ، وما أنبنا
ولم نغسل بماء التوب سِحنة

ومَن قتل الشهيد أتته تقوى
وقد زالت عن السلم الدُجُنة

فهندٌ أسلمتْ ، وكذا ابنُ حرب
وأزكى الله في القلبين فطنة

ثلاثتهم صحابة مَن هَدانا
ويوماً يدخل الأصحابُ جَنة

وكم أبلى (ابن حرب) في جهادٍ
وأزهق نسوة ، ورجالهنه

وحمزة في جنان الخلد يحيا
وخلَّف نسوة ، ربي لهنه

إلهى فارض عن بطل شهيدٍ
وكفِّر زلة بدرتْ وهَنة

© 2024 - موقع الشعر