أطبق الصمَّتُ شفاهَ البلد
واستلان النومُ جفني ، ويدي
لم يكن كوخي ، ولَا مُتكَّئي
وافرَ الدفءِ ، ولا متّسدي!
شهَق الرِّيحُ على نافذتي
وتعالى صوتُ نقر البرَدَ
أنا في ليل شتاءٍ عاصفٍ
مُبرقٍ ، سكب الغوادي ، مُرعد
من ضجيج الريح لي أغنيةٌ
وأجيج الموقِد المتّقدِ
******
عن يميني ظلُّ انسانٍ ، له
حدبةُ القوس ، وسقمُ المرودِ
خافتُ الهمس ، ضريرٌ ، أهتمٌ
واعشٌ ، كالسّعف المرتعدِ
مُطمئن القلب ، واطمئنانهُ
من صفاءِ النفس ، والمعتقدِ
لم يلّطخْ قلبَه حقدٌ ، وما
أسعدَ القلبَ الذي لم يحقُدِ
وأمامي ، وعلى مرمى يدي
يلعب الطفلان : أندى ، ونَدي
حشدَا جيش الدُّمى ، واشتبكا
في سباقٍ ، وصراعٍ ، ودَدِ
مَرِضا حيناً ، وجنّبناهما
كل داءٍ ، غير داءِ الحسَد !!
كلما مسَّ يديْها ، أو رمى
دميتيَهْا ، صرخت : لا تعتدِ
مرَّغا الجدران فحماً ، اهرقا
كلَّ مافي القِدر ، فوق المقعدِ
أشتهي أن يحردا كيما أرى
ما أراه في دلال الحرد
أوَ ليسا قِطعاً من أعظمي ؟
من شعوري ؟ من دمي ؟ من كبدي ؟
*********
أنا وابني ، وأبي في غرفة
جمعت يومي . وأمسي ، وغدي
لستُ ظلاً زائلاً ، ترسمه
في جدار البيت نارُ الموقد
لا . . ولا خفقةَ ريحٍ ، عبرت
وانطوت بين الغصون المُيّد
أنا كلُّ الأمس . . لكن في أبي
وأنا كل غدٍ ، في ولدي
ان أمت أحيَ جديداً فيهما
لست أحيا هارباً من جسدي
لن تعيدَ الحقلَ غضاً ، ناضراً
حبةُ القمح ، إذا لم تحصدِ
رحلتي ، من أول الدنيا ، وما
برحت تمتدُّ عبرَ الابد
خالد في الدهر ، أمضي مكرهاً
من غد الامس . إلى أمس الغدِ
أشرق الفجر على نافذتي
وتلاشى صوتُ نقرِ البَردِ
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.