القصيدة اللامية فى مدح خير البرية

لـ محمد عمر عثمان، ، في المدح والافتخار، 18، آخر تحديث

القصيدة اللامية فى مدح خير البرية - محمد عمر عثمان

القصيدة اللامية فى مدح خير البرية
( الفصل الأول فى الشوق والغرام )

تَحِيَّاتٌ لِهَا سِمَةُ الجَمَالِ
تُسَارِعُ فى الوُصُولِ عَلَى التَّوَالِى

يُعَطِّرُهَا نَسِيمٌ ذُو أَرٍيجٍ
وَأُرسِلُهَا إِلَى خَيرِ الرِّجَالِ

وَأَنثُرُ مِن عُيُونِ الشِّعرِ قُولَاً
تَرَاهُ عُيُونُ قَومِى كَاللَآلِى

وَ فِى أَبيَاتِهِ مَدحٌ لِطَهَ
بِمَا يُملِيهِ حُبِّى فِى مَقَالِى

و مَا نَظمِى لأَشعَارِ المَدِيحِ
خَلَالَ الهَجرِ إِلَّا لِلوُصَالِ

ولَايَصفو الوِصَالُ بِلَا لقَاءٍ
لَهُ سِرٌّ جَلِيلُ القَدرِ عَالِى

وإِنِّى ذُو غَرَامٍ لِلحَبِيبِ
تبُوحُ بِهِ دموعِى فِى اللَّيَالِى

لَعَلَّ الشَّوقَ يَرقَى بِى لِوَصلٍ
خلال النَّومِ من أوفى الرجال

( الفصل الثانى
فى المولد النبوى الشريف )

وَها حُبِّى يَفِيضُ عَلَى مقالى
صريح المَدحِ والمَمدُوحُ غالِى

رَسُولٌ قَد سَمَا بَينَ الأَنَامِ
وَ مَولِدُهُ كَمِيلَادِ الهِلَالِ

ولَاحَت يوم مَولِدِهِ أُمُورٌ
تُبَشِّرُ بَالهَزِيمَةِ لِلضَّلَالِ

وَتُخبِرُ أُنَّ للتَّوحِيدِ نُوراً
يَصب الخَيرَ فِى قَلبِ المُوَالِى

وَأَنَّ دَلَائِلَ الخَيرَاتِ لَاحَت
لِمَن يَرجُوا نَعِيمَاً فِى المَآلِ

عَلَا نُورٌ أَضَاءَ قَصُورَ بُصرَى
وذَاكَ النُّورُ فِى الأَنوَارِ عَالِى

وَغَرَّدَت طُيُورٌ فِى السَّمَاءِ
بَأَصوَاتٍ لِهَا سِمَةُ الجَمَالِ

وَ هَبَّ نَسِيمُ صبح فِى رَبِيعٍ
وَفَاحَ أَرِيجُ عِطرٍ فى المَجَالِ

وَكِسرَى قَصرُهُ أَضحَى صَدِيعَاً
وَصَارَت نَارُ كِسرَى فِى الزَّوَالِ

وَأَضحَى مُلكُ قَيصَرَ فِى انحِدَارٍ
تُؤَكِّدُهُ الحُوادَثُ فى اللَّيَالِى

( الفصل الثالث
فى الشمائل النبوية )

وَذَا وَصفٌ تَجَلَّى فِى خَيَالِى
عِنَ المَمدُوحِ فِى السِّوَرِ الطِّوَالِ

رَسُولٌ قَد عَلَا بَينَ البَرَايَا
تَحَلَّى بِالمَكَارِمِ فِى الخِصَالِ

جَمِيلُ الوَجهِ بَرَّاقُ الثَّنَايَا
لَهُ رَأسٌ تَعَمَّمَ بِالجَلَالِ

كَرِيمُ البَذلِ فِى وَهبِ العَطَايَا
يَفُوقُ الغَيثَ فِى مَنحِ النَّوَالِ

شُجَاعُ القَلبِ فِى لُقيَا الأَعَادِى
وذُو بَأسٍ شَدِيدٍ فِى القِتَالِ

بَلِيغُ القُولِ فِى وَصفِ المَعَانِى
وَذُو حِكَمٍ تَجَلَّت فِى المَقَالِ

عظيم الصِّدقِ فِى لغة الخطاب
أمَانتهُ تحلَّت بِالكَمَالِ

وَذُو عَطفٍ عَلَى كُلِّ اليَتَامَى
وذُو وَصلٍ لِصَحبٍ بَعدَ آلِ

رَحِيمُ القَلبِ ذُو خُلُقٍ عَظِيمٍ
و ذُا أَرقى مَقامٍ فى المَعَالى

( الفصل الرابع
فى معجزات الرسول )

وَجِيهٌ قَد سَرَى والدَّربُ خَالِى
إِلَى حَرَمٍ شَرِيفِ القَدرِ عَالِى

وَعَرجَ إِلَى السَّمَاءِ عَلَى بُرَاقٍ
سَرِيع فِى الصُّعُودِ إِلَى الأعالى

وَ جَاوَزَ سَدرَةً وَرَقَى صُعُودَاً
لِيَحْظَى مِنْ كَرِيمٍ بَالوِصَالِ

طَبِيبٌ كَم شَفَى دَاءَاً عُضَالَاً
بَدَعوَتِهِ الشريفة للمُوَالِى

وَعَينُ قَتَادَةٍ رُدَّتْ إِلَيهِ
بِسِرِّ يَدِ الحَبِيبِ بَلا جدالِ

و نَبعُ المَاءِ مِن يَدِهِ تجلى
لِكَافَّةِ نَاظِرِيهِ مِنَ الرِّجَالِ

رَسُولٌ قَد أَتَى بِكِتَابِ عِلمٍ
يَدُلُّ عَلَى المَكَارِمِ فِى الخِصَالِ

وَ يَهدِى لِلفَضَائِلِ فِى كَلَامٍ
بَلِيغٍ فِى المَعَانِى و المَقَالِ

يطيب بِهِ الزَّمَانُ لقَارِئِيهِ
بِقَلبٍ خَاشِعٍ و بِلَا عُجَالِ

( الفصل الخامس
فى الهجرة الشريفة )

وهَا حُبِّى يُفِيضُ عَلَى مَقَالِى
صَرِيحَ الوُدِّ والمَحبُوبُ غَالِى

رَسُولٌ قَد سَمَا خُلُقَاً وعِلمَاً
وَلَيسَ لَهُ شِبِيهٌ فِى الكَمَالِ

وَ هَاجَرَ لِلمَدِينَةِ نَحوَ قَومٍ
من الأَنصَارُ هم أَهل النِّضالِ

وأَضحَى بِينُهُم يَدعُو لِدِينٍ
يَدُلُّ عَلَى المَكَارَمِ و المَعَالِى

وفَى غَزوَاتِهِ كَم حَازَ نَصرَاً
أَقَرَّ بِهِ المُعَادِى والمُوَالِى

فَلَيتَ الدَّهرُ قَدَّمَنِى لِعَصرٍ
يَرَى فَيهِ الحَبِيبُ مَدَى قِتَالِى

دِفَاعَاً عَنهُ فِى سَاحَاتِ حَربٍ
أُقاتل فِى مَدَاهَا بِالنِّصَالِ

وَفَوقِى رَايَةُ التَّوحِيدِ تَزهو
عَلَى أَرض المَعَارِكِ و النزالِ

( الفصل السادس
فى طلب الشفاعة من الشفيع )

وَ هَا شِعرِى يُتِيحُ لِمَن يُبَالِى
صريح الوصف والمَوصوف عالِى

رَسُولٌ قَد علا بَينَ الأنام
يفوق الخلق فى كرم الخصال

بشير نصحهُ فِى الكَونِ يَهدى
إلى خير جزيل فى المئال

شَفِيعٌ لِلوَرَى فِى يَومِ حَشرٍ
إِذا خَافَ العِبَادُ مِنَ الوَبَالِ

وأَرتَجِى النَّجَاةَ مِنَ الجَحِيْمِ
بِفَضلِ شَفَاعَةٍ مِنهُ تُغَالِى

وَفِى قَلبِى لَهُ غَارٌ مُضِىءٌ
بأَنْوَارِ المَحَبَّةِ فِى اللَّيَالِى

وَرَوضَتَهُ تُزَارُ بَلَا انتِقَالٍ
يُسَافِرُ نَحوَ سَاحَتِهَا خَيَالى

وِلِى مِن مَدْحِهِ دِرعٌ وَسَيفٌ
بِهِ أَلقَى عَدُوِّى فِى النِّزَالِ

وَلِى مِن وِدِّهِ عِطرٌ نَبِيلٌ
يَفُوحُ أَرِيجُهُ فُوقَ التِّلَالِ

( الفصل السابع )
خاتمة القصيدة

وهاصِدقِى يفِيضُ عَلَى مَقَالِى
صَرِيحَ الذِّكرِ والمَذكُورُ غالِى

رَسُولٌ قَد سَمَا بين البرايا
إلَيهِ نَسَبتُ نَفسِى فِى مَجالِى

عطوف ذُو وفَا تَفدِيهِ رُوحِى
وأَنصُرُهُ بِأَولَادِى ومَالِى

حَبِيبٌ كَم يحِنُّ إِليهِ قلبى
وَأصبو فى هَوَاهُ إلى الوصال

و جِيهٌ كَم يُعَظِّمُهُ مَدِيحِى
إِذا أَنشَدتُ شِعرَاً فِى اللَّيَالِى

كريم كَم يُنَاشِدُهُ رَجَائِى
بَأَن يَحظَى يَمِينى بِالنَّوَالِ

وهَا شِعرِى تَحلَّى فى قصيدى
بِحُسنٍ أَو بَهَاءٍ أَو جَمَالِ

وأَمسَى فِى لَيَالِى الشَّوقِ يُتلَى
بِصَوتٍ ذِى وُضُوحٍ و اعتِدَالِ

وَلَو كَانَت حُرُوفُ المدح تُصغِى
لَمَا سَمِعَت بَدِيلَاً عَن مَقَالِى

ولَو كَانَت قَوافِى الشِّعرِ تُملِى
لأَوصَتنِى بَلَامَاتٍ غَوَالِى

خادم شعراء المديح
محمد عمر عثمان

© 2024 - موقع الشعر