فصيح(غيرة القمر) - أحمد بن محمد حنّان

هَلْ كانَ في حُسْنِها عذرٌ تُقَدِّمُهُ
أمْ كانَ في عينِها سهمٌ من القدَرِ

جاءتْ لتلهوَ في قلبي براءتُها
واسْتنكرَتْ في فؤادي رقْصَةَ الغَجَرِ

فاسْتسْلَمَ القلْبُ لايدري على كَمَدٍ
أم أنَّهُ في نعيمٍ دائمِ المطَرِ

جاءتْ على مَهَلٍ في كيدِ فتْنَتِها
تَقُدُّ مِنْ قُبُلٍ ماقبْلُ في بصري

كأنَّها في جمالِ الكونِ أُحْجِيةٌ
أو أنَّ فطرتَها جيشٌ من التّتَرِ

عوَّذْتُها من تمنِّي كلَّ ذي حسَدٍ
بسورةِ النَّاسِ أَرْقِيها على حذَرِ

أُعظِّمُ اللهَ في أيَّامِ رؤيتِها
فيكتُمُ البدْرُ فيها غَيْرةَ القمَرِ

مَنثُورَةُ الشَّعْرِ لا عِقْدًا يُزَينُها
تمشي بلا خُفِّها في الرمْضِ والحجَرِ

بكفِّها دميَةٌ هامتْ على جَسَدٍ
لو أنَّها تنْدُبُ المرآةَ للصوَرِ

ربَّاهُ قَدْ شارفتْ ترمي حصائِدَها
بجسْمِ أُنثى وخَاطِرِ طفْلَةِ العشَرِ

بنحرِها كم أمانٍ لي أُقَلِّدُها
فتختفي في رحابِ المسْكِ والدُرَرِ

أُمَزِّقُ الستْرَ عن قلبي ومُقْلتِها
فتطفِقُ اللهوَ خصفًا لعبَةَ الصِّغَرِ

© 2025 - موقع الشعر